حاول «أبو قصي» أن يفكر بعمق لآخر مرة، في عواقب ما سيقوم به بعد قليل مع مجموعة من مقاتلي كتائب شهداء الأقصى الذين تجمعوا داخل ساحة منزله بمخيم بلاطة بمحافظة نابلس، تفحص أعينهم جيداً، وتأكد من أن حالة الغضب التي وصلوا إليها بعدما أصبحوا ملاحَقين من قبل بعض قيادات الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، بالرغم من انتمائهم لحركة فتح، وصل إلى حد لا يمكن بعده التراجع عن المواجهة. لم يدم تفكير «أبو قصي» طويلاً، وخرج بصحبة مقاتلي «فتح» المنتسبين إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية إلى شوارع مخيم بلاطة، رافعين أسلحتهم بشكل علني في سابقة هي الأولي من نوعها منذ مصادرة السلطة لأسلحتهم، وجعلوا من فوهات البنادق وزخات الرصاص رسائل موت وجَّهوها لعدد من قيادات الأمن في الضفة بشكل علني، مهددين بالتصعيد واستخدام لغة جديدة مع هذه القيادات إذا استمرت في ملاحقتهم. ولم يجد سكان بلاطة أكثر من الذهول ليعبروا به عن مشاعرهم، وهم يرون مشهد المسلحين الذي كاد أن يختفي من شوارع الضفة الغربية بعد انتهاء الانتفاضة الثانية، وما هي إلا دقائق معدودة حتى التفوا حول المسلحين الذين واصلوا إطلاق الرصاص في سماء مخيم بلاطة عقب إلقائهم بياناً طالبوا فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتدخل شخصياً لوقف الهجمة التي يمارسها بعض قادة الأجهزة الأمنية بحق «فتح». وقال «أبوقصي» وهو واحدٌ من أبرز قيادات التشكيلة الجديدة التي أطلق عليها اسم خلايا «حماية فتح من قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية ل «الشرق»: «نحن لسنا جزءاً منفصلاً عن فتح، ولسنا تياراً جديداً، ونعترف بالرئيس «أبو مازن» قائداً لنا، وعلى القيادات الأمنية صاحبة مشروع ملاحقتنا وإذلال «فتح» التفكير جيداً إذا كان لديها وقت للتفكير».