اعلن عدد من المسلحين من حركة «فتح» في مخيم بلاطة قرب نابلس شمال الضفة الغربية أمس تمردهم على السلطة الفسلطينية، وخرجوا إلى شوارع المخيم وهم يحملون البنادق ويطلقون النار في الهواء. وقال محمد أبو زعبل الذي يقود المسلحين في مؤتمر صحافي عقده في المخيم، إن المسلحين الذين أطلق عليهم اسم «أبناء فتح الأحرار» يطالبون السلطة بإعادة أسلحة صادرتها منهم قبل شهور، ومعاملتهم «معاملة عادلة»، مشيراً إلى ضرورة منحهم وظائف مهمة في أجهزتها الأمنية. وقال إن قوات الأمن الفلسطينية اعتقلت قبل سبعة اشهر المئات من أعضاء «فتح» وصادرت منهم 200 قطعة سلاح، مطالباً السلطة بإعادة هذا السلاح لأصحابه. وأضاف أن أجهزة الأمن اقتحمت منزله في المخيم ليل الأربعاء-الخميس بهدف اعتقاله، لكنه لم يكن موجوداً فيه. وعقب المؤتمر الصحافي، سار المسلحون في المخيم في استعراض عسكري وهم يرتدون الأقنعة السوداء، وأطلقوا الأعيرة النارية في الهواء من بنادق من نوع «أم 16» في تحدٍّ لأجهزة أمن السلطة. وقال أبو زعبل إن المسلحين لن يسمحوا لأجهزة الأمن الفلسطينية بالدخول إلى المخيم قبل أن يستجيبوا لمطالبهم. لكن مسؤولين في أجهزة الأمن أكدوا أنهم لن يسمحوا لهؤلاء المسلحين بحمل السلاح، متعهدين مصادرة سلاحهم. وقال مسؤول أمني ل «الحياة»: «هؤلاء من بقايا ظواهر الانفلات الأمني في الانتفاضة الثانية، وهم متورطون في عمليات استغلال وابتزاز للمواطنين، وسيتم ملاحقتهم وتقديمهم للعدالة». ويعكس هذا التمرد حال الضعف التي تعاني منها السلطة نتيجة الأزمة المالية والأزمة السياسية الناجمة عن فشل عملية السلام.