كثير من الناس يسأل لماذا استخدم النظام السوري الأعنف والأقسى في مواجهة اعتراضات ومن أول الطريق؟. لماذا لم يحاول امتصاص الغضب ويفهم جذور النقمة؟ أجاب أحدهم أننا يجب أن ندخل إلى تلافيف دماغ النظام لنحاول فهم كيف يفكر. أذكر من التاريخ قصة المتمرد سبارتاكوس (Spartacus) الذي مثلته هوليود فيلماً، فأصبح رمزاً عبر التاريخ للتمرد والحرية. انصب غضب روما على هذا العبد كيف تجرَّأ على الاعتراض على الأسياد؟ عندما ظفرت به روما مثَّلت بأتباعه، فصلبت سبعة آلاف من أتباعه «العبيد!» على طول الطريق الممتد حتى روما عبرة وعظة لكل من تسول له نفسه الانتقاص من قيمة الأسياد. أرادت روما أن تحافظ على الوضع كما هم الأسياد وأصحاب الامتيازات يتمتعون بالأراضي الواسعة والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوَّمة والأنعام والحَرث. أما العبيد فيتجرعون الغصص والآهات، ويأتيهم الموت من كل مكان! لا غرابة أن وزع الشيوعيون، فاستهووا الناس بمنشور في عام 1912، يقسمون المجتمع إلى طبقات أعلاها حكام وكهنة وتجار وجنود كلهم يأكل ويتمتع، وفي القاع عمال وفلاحون يكدحون ويطعمون الجميع. وفي كل طبقة كلمة: نحكمكم نخدعكم نسرقكم نقتلكم. إن الشرور تستدعي شروراً أخبث، أليس كذلك؟