أنهت جموع من قبائل قحطان ووادعة، صباح أمس، خلافاً بين قبيلتي آل كعبان من قبيلة وادعة وبني بشر من قبيلة قحطان في قرية آل كعبان في محافظة ظهران الجنوب. وتعود تفاصيل القضية إلى أكثر من 15 يوماً عندما دبّ خلاف بين شابين من كلا القبيلتين في مدينة جدة، انتهى بإصابة شاب من آل كعبان بأربع طعنات أدخل على إثرها إلى المستشفى. وبعد مداولات لتقريب وجهات النظر من قِبل مجموعة من مشايخ المنطقة، قبلت قبيلة آل كعبان الصلح وتم تحديده في صباح أمس الخميس في قرية آل كعبان في محافظة ظهران الجنوب، التي ينتمي إليها المصاب. واجتمع أكثر من 300 شخص صباح أمس في مجلس الشيخ علي بن جارالله آل زهرة، المهندس الرئيس للصلح، والمعروف بجهوده لإصلاح ذات البين والسعي بين الناس بالخير. وبعد تناول الإفطار اتجهت جموع القبائل وسط تنظيم أمني من قِبل شرطة ظهران الجنوب إلى قرية آل كعبان إرضاءً فيما يتعلق بالإصابات التي لحقت بابنهم، حسب عادات قبائل المنطقة. وفي البداية، ارتجل الشيخ علي بن زهرة كلمة أثنى فيها على آل كعبان لقبولهم الصلح، وسأل الله أن يكون ذلك في موازين حسناتهم لأنهم شيوخ والناس يقتدون بهم في العفو والمسامحة. وبيّن أن الصلح ليس منقصة وإنما اقتداء برسول الهدى صلى الله عليه وسلم. وأكد على التزام قبيلة بني بشر والحاضرين من القبائل بإرضاء آل كعبان، وهو الأمر الذي حضرت هذه الجموع من أجله. عقب ذلك تقدم والد المجني عليه وطلب قبيلين (أي شخصين يقبلان بالحكم الذي سوف يحكم به)، واُختير لذلك كل من علي بن جارالله آل زهرة ومسفر بن شايع الفحوس، ثم طلب ابن كعبان في بداية الأمر «مثار» قبل الشروع في الصلح، وهو أمر متعارف عليه بين القبائل قبل الشروع في أي صلح، ويقصد ب»المثار» رد اعتبار، ويعدل مائة ألف ريال وقعوداً من الإبل وبندقية أو خنجراً تُقدم للمجني عليه عند الاعتداء على الخوي أو الصاحب أو السيير أو النسيب أو الجار أو العم أو الخال، وهو الأمر الذي تم بالفعل وقدم لوالد المجني عليه. بعد ذلك نطق والد المجني عليه بحكمه، وهو أن يقسم 12 شخصاً من بني بشر أنهم لم يبيتوا النية مسبقاً على الاعتداء أو رضاءهم به، ومبلغ أربعة ملايين ريال وجيب لكزس جديد وأربعة حناجر مقابل التنازل وإنهاء القضية. وبعد سماع الحكم خرجت مجموعة من المشايخ لطلب تخفيف الحكم، وهم كل من الشيخ جويعد بن فجعة، ومحمد بن زهرة، وهادي بن دهمة، وغالب آل منصور، وعلي آل عمران، الذي ارتجل موعظة يحثّ فيها آل كعبان على التنازل لوجه الله تعالى لتقتدي بهم جميع القبائل ويفوزوا بالأجر من عند الله. وعقب خروج المشايخ طلب آل كعبان الاجتماع (البرزة) وخلص اجتماعهم إلى تخفيض المبلغ إلى مليوني ريال فقط حتى أقبلت قبائل وادعة في لون الزامل ينخون فيه آل كعبان أن يتنازلوا عن باقي المبلغ لوجه الله تعالى، ولم يسكتوا حتى تنازل والد المجني عليه عن باقي المبلغ لوجه الله وتقديراً لمن حضر من القبائل التي بقيت تنتظر العفو حتى أذان الظهر. وفي نهاية المطاف رُفعت الرايات البيضاء لآل كعبان ورُميت الأشمغة والعقل تقديراً وإجلالاً لهم. وخرج الجميع مرددين لون الزامل، وهي أبيات شعرية قالها سعيد بن زهرة مدحاً في آل كعبان، فرحين بنجاح الصلح وانتهاء القضية التي لم يمرّ عليها أكثر من أسبوعين. إلقاء المشالح والأشمغة والغتر والعقل تقديراً للتنازل قعود المثار