تجولت «الشرق» أمس، في المخيم السوري الأكثر جدلا بعد ليلة شتاء قاسية، هطلت فيها الثلوج بشكل كثيف على المملكة الأردنية الهاشمية، وكان نصيب مخيم الزعتري منها كبيرا، وما لفت نظر «الشرق» داخل المخيم هو أن المراكز الطبية التابعة للمغرب وفرنسا وإيطاليا جميعها كانت تعمل، فيما أقفل المركز السعودي الوحيد في المخيم، نظرا لدخول المياه إليه، بحسب ما أفادنا به سكان المخيم، ولم نجد أحداً في داخله. وشاهدت «الشرق» طوابير من السعوديين في المخيم، يقدمون المساعدة بما تجود به أنفسهم، يدفعهم لذلك أمران، كما أفادوا، الأول حب الخير والتضامن مع السوريين، والآخر تعامل الحرس الأردني الجيد مع الزوار، ومساعدتهم لهم بنقل الأغراض العينية. وأفاد محمد الحوراني، لاجئ سوري، أن هذه الأزمة كشفت لنا المعدن الطيب والثمين للسعوديين، فعلى الرغم من الجهود المؤثرة المبذولة من قبل حكومتهم في دعمنا إلا أن الشعب السعودي لم يتوقف عند ذلك، وحضر بعضٌ منهم إلى المخيم بأنفسهم، وأدخلوا السرور إلى نفوسنا بجهودهم، وهذا ملحوظ ومشاهد من قبلنا. وأضاف الحوراني، أن مَن يجحد ما قدمه السعوديون لنا ظالم لنفسه، ويكفي أن السعوديين عكسوا كل الصور السيئة، التي كان النظام السوري يحاول ترويجها عنهم. أحد السعوديين، الذين التقتهم «الشرق» ورفض الإفصاج عن اسمه، قال إنه أتى لتقديم العون المادي لإخوته السوريين، خصوصا بعد موجات البرد التي ضربت الأردن، والليلة القاسية الماضية، التي اكتسى فيها الأردن بالكامل باللون الأبيض، وأوضح، أنه جلب معه أكثر من 150 بطانية، ووزعها على مَن يستحق. «الشرق» لاحظت خلال زيارتها للمخيم أن التجارة شائعة في المخيم «كالبسطات لبيع الخضراوات والفواكه والمواد الغذائية، بالإضافة إلى تغيير العملات، وشحن بطاقات الجوال» كما لاحظت قبول العملة بثلاث فئات هي الدينار الأردني، والليرة السورية، بالإضافة الى الريال السعودي، الذي أصبح متداولا بينهم لكثرة تبرع السعوديين لهم بالعملة السعودية. المركز السعودي كما بدى غارقا في المياه (الشرق – خاص)