توفي لاجئ سوري في الأردن قبل أيامٍ قليلة في حريقٍ أتى على خيمته وعدة خيام مجاورة، وقبلها بيوم واحد كان طفل سوري تعرض للدغة عقرب أدت لنقله إلى المستشفى في حالة خطرة. لكن ذلك لم يكن سوى رأس جبل الجليد في معاناة اللاجئين بمخيم الزعتري، وهو المخيم الذي أنشئ على عجل شرق مدينة المفرق الأردنية، ويخضع لإشراف الجيش الأردني، فيما تقوم على الأمن فيه قوات الدرك، خصوصاً بعد صدامات إثر محاولة عدد من اللاجئين الخروج بالقوة من المخيم. وأقيم المخيم على بُعد كيلومترات قليلة من مكان آخر لمخيم افتراضي لم يتم استخدامه نهائياً، وهو المقام في منطقة رباع السرحان وبأرضيةٍ إسفلتية على عكس أرضية مخيم الزعتري الترابية، وتعد تلك الأرضية هي المسبب الأكبر لمعظم مشكلات اللاجئين، فقبل أسبوعين هبت رياح عاصفة وزوابع خلعت قواعد عددٍ كبيرٍ من الخيام وألقت بها بعيداً، ورغم تبرع عدة دول بمنازل جاهرة «كرافانات» إلا أن أعدادها قليلة ولم يتم استغلالها كلها. ويكشف عددٌ من العاملين في المخيم، التقتهم «الشرق» أثناء زيارتها له، عن قناعتهم بأن المخيم تم افتتاحه في وقتٍ أسرعَ من اللازم، كما أن أعداد اللاجئين تتزايد بمعدلات أكبر من قدرتهم على الاستيعاب. وفي هذا الصدد رصدت «الشرق» ارتفاع عدد اللاجئين في المخيم من خمسة آلاف قبل أسبوعين إلى 11 ألفاً نهاية الأسبوع الماضي. ويقول أحد اللاجئين ل»الشرق» إن معاناتهم في المخيم كبيرة إلى الحد الذي يفكر فيه عددٌ منهم في العودة إلى سوريا. ورغم أن الطعام والمياه متوفران إلا أن موجات الغبار مستمرة ولا تنفع معها كل محاولات النظافة، ما يتسبب في مشكلات صحية لأعداد كبيرة من اللاجئين وخصوصاً المصابين بأزمات في التنفس. وتحمل وجوه اللاجئين آثار ذلك الغبار الذي لا ينقطع، وتتضاعف المشكلة مع قلة المرافق الصحية التي يصطف اللاجئون في طوابير طويلة لاستخدامها. لاجئ آخر كان يهدد بالإضراب عن الطعام احتجاجاً على عدم السماح بخروجه من المخيم، قائلاً إنه لم يعد يحتمل العيش في المخيم لغياب معظم الخدمات عنه بما فيها الكهرباء. وخلال زيارتها، رصدت «الشرق» قيام مسؤولي المخيم بتوزيع مصابيح لاستخدامها بشكل مؤقت لحين تمديد التيار الكهربائي الذي لم يصل بعد لكل الخِيم. بدورها، تحمل الهيئات الخيرية الإغاثية في الأردن والمنظمات الدولية آمالاً كبيرة بتجهيز المخيم وتحسين ظروفه بسرعة، فيما تبقى آمالهم رهينة النقص الحاد في الإمكانات والمساعدات من ناحية، ولجوء السوريين للأردن بالمئات يومياً، وأحياناً بالآلاف، من ناحية أخرى. طفلة سورية في مخيم الزعتري بالمفرق الأردنية (الشرق)