توفي ثلاثة أطفال في مخيم الزعتري للاجئين السوريين على الحدود الأردنية السورية خلال الأيام الثلاثة الماضية، بسبب موجة البرد التي اجتاحت الأردن أخيرا، وفق نشطاء إغاثة يعملون في «الزعتري». وفي حين ردت إدارة المخيم سبب الوفاة إلى أمراض رافقت الأطفال الفاريين مع ذويهم إلى المملكة، قالت عائلات الأطفال ونشطاء سوريين تحدثت «الحياة» إلى بعضهم، إن «الأطفال الثلاثة توفوا نتيجة البرد القارس». وأضاف هؤلاء أن الأطفال الثلاثة «محمد علاء خنيفس، ومحمد الحريري، إضافة إلى طفل ثالث (لم يعرف اسمه)، توفوا بسبب انخفاض درجات الحرارة التي تهبط إلى حدود متدنية جداً داخل المخيم الصحراوي». في المقابل، أوضح مسؤول أردني ل «الحياة» أن الأطفال «كانت لديهم ملفات وسِيَر طبية قبل موجة البرد الأخيرة، وأن أطفال المخيم تأثروا شأن كل أطفال الأردن بموجة البرد وانخفاض درجات الحرارة»، مؤكداً توافر العلاجات الطبية والأدوية والرعاية الصحية في أرجاء المخيم كافة، قائلا إن «مئات الأطفال يراجعون العيادات والمستشفيات المختصة بشكل دوري». لكن نشطاء سوريين داخل المخيم، أكدوا ل «الحياة» انتشار كبير لأمراض البرد والجفاف بين أطفال اللاجئين نتيجة موجة البرد الحالية، مشيرين إلى أن هناك «نقصاً في الأدوية لدى العيادات والمستشفيات الميدانية، وأن الأطباء يطالبون الأهالي بالسعي لنقل أطفالهم إلى خارج المخيم». وكان تحالف يضم 5 مؤسسات إغاثة أردنية حذر في وقت سابق من وقوع «كارثة إنسانية» داخل مخيم الزعتري لعشرات آلاف اللاجئين، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، مع حلول فصل الشتاء في ظل نقص الخدمات المقدمة لهم وغياب الخطط الكفيلة بإخلاء اللاجئين، إذا ما تسببت مياه الأمطار بوقوع انجرافات وفيضانات داخل المخيم. من جهة أخرى، أكد زايد حماد رئيس جمعية (الكتاب والسنة) الأردنية المعنية بإغاثة نحو 80 ألف لاجئ، افتقار الجهات العاملة داخل «الزعتري» إلى «الخطط الكفيلة بإخلاء اللاجئين، إذا ما تسببت مياه الأمطار بوقوع انجرافات وفيضانات داخل المخيم». وقال ل «الحياة» إن «جمعية الكتاب ومؤسسات سعودية عدة أطلقت خلال اليومين الماضيين حملة (برد الشتاء)، لتأمين المخيم بآلاف المدافئ والبطانيات». وأضاف أن «جهات إغاثية سعودية أخرى قررت إرسال ما يقرب من 50 ألف بطانية إضافة إلى شاحنات محملة بالملابس الشتوية، لصالح العائلات التي تقطن المخيم». لكن حماد حمل مسؤولية وفاة الأطفال الثلاثة إلى «المجتمع الدولي والإسلامي»، مؤكداً أن سبب الوفاة «ناتج عن إصابتهم بالبرد». ويواجه مخيم الزعتري انتقادات واسعة نتيجة ما يصفه لاجئون وحقوقيون ب «أوضاع صعبة» تعيشها العائلات الفارة جراء تصاعد حدة العنف في سورية. ويشكو هؤلاء تدني مستوى الخدمات، إضافة إلى إقامته داخل منطقة صحراوية شهدت أخيراً اقتلاع مئات الخيام بسبب شدة الرياح. كما يشكو سكان «الزعتري» من الغبار وعدم وجود الكهرباء. لكن الأردن والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، يقولان إن «محدودية الموارد وتدفق اللاجئين المستمر، يحدان من قدرتهما على التعامل مع الأزمة».