علمت “الشرق” أن حركة الجهاد الإسلامي بدأت إجلاء كوادرها من العاصمة السورية دمشق تمهيدا لمغادرة سورية نهائيا، وذلك بعد أن اتخذت قيادة الحركة قرارا بعدم مساعدة النظام السوري في قمعه للثورة، كما فعلت بعض الفصائل الفلسطينية الأخرى. وكشف مصدر فلسطيني قريب من حركة الجهاد الإسلامي غادر العاصمة السورية دمشق مؤخرا ل”الشرق” عن ممارسة النظام السوري ضغوطاً كبيرة على حركتي الجهاد الإسلامي وحماس لتوريطهما في قمع الثورة السورية، وهو ما رفضته الحركتان بشكل كامل، على الرغم من تدخل الجبهة الشعبية القيادة العامة، وبعض الجهات القريبة من حزب الله لإقناعهما. وأكد المصدر أن القرار أغضب إيران بشكل كبير، وأدخل العلاقة بين الحركتين وطهران في حالة من التوتر غير المسبوق، بخاصة مع التقارب المستمر بين الحركتين وعدد من الدول العربية والإسلامية الأخرى، التي يمكن أن تشكل داعما لهما خلال الفترة القادمة كبديل عن إيران. وأضاف المصدر أن قيادة حركة حماس تقود مشاورات مع عدة دول لترتيب استقبال قيادات حماس والجهاد التي ما زالت موجودة حتى الآن في سورية، مضيفا أن المجلس العسكري في مصر وملك الأردن رفضا إقامة هذه القيادات في القاهرة وعمان بشكل دائم، في الوقت الذي وافقت فيه قطر وتركيا والسودان على استقبال عدد منهم. ويشكل خروج حركتي الجهاد الإسلامي وحماس من سورية إحراجا كبيرا لما يسمى ” محور الممانعة ” الذي تقوده إيران، حيث كانت الحركتان تمثلان الوجود السني الأساسي في المحور، ودونهما يصطبغ المحور بالطابع الشيعي الغالب. ويوضح قرار الجهاد الإسلامي بالخروج من سورية موقف الحركة الأخير خلال لقاء القاهرة الذي جمع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، الذي خرج بموقف يتبنى المقاومة الشعبية في المرحلة القادمة كبديل عن المقاومة المسلحة، وما تبعه من موافقة الجهاد الإسلامي على الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية.