انتظرت حركة حماس فوز الإخوان المسلمين في الانتخابات المصرية، لتبدأ تطبيق سلسلة من السيناريوهات التي كشفت مصادر وثيقة الصلة بحركة حماس ل «الشرق» عن إعدادها طوال الأشهر الستة السابقة للانتخابات المصرية، ستسهم في تغيير سياسة حماس الخارجية بشكل كامل خلال الفترة القادمة اعتمادا على تولي حركة الإخوان المسلمين الحكم في مصر، والتطورات التي ستشهدها المنطقة بسبب الثورة السورية أو توجيه ضربه لإيران. وتركز هذه السيناريوهات على تخفيف حركة حماس لعلاقتها مع سوريا وإيران بشكل متدرج، في مقابل انفتاح واعتماد متزايد على تركيا ودول الربيع العربي التي سيطرت الأحزاب أو التيارات الإسلامية على مشهدها السياسي، كما هو الحال في مصر وتونس والمغرب ومتوقع أن يحدث في ليبيا. ويرى وسام عفيفه رئيس تحرير صحيفة الرسالة الناطقة باسم حركة حماس في قطاع غزة أن فوز الإخوان طمأن حركة حماس إلى وجود حليف قوي بجانبها، معتبرا أن محوري الممانعة والاعتدال اللذين كانا يسيطران على المنطقة بشكل تقليدي بدأ في التحلل وربما تبادل الأدوار، بعد التغير الكبير في مصر الذي جعلها تميل أكثر لدعم المقاومة والتعامل معها بشكل مختلف، إلى جانب توتر العلاقات بين المقاومة الفلسطينية وسوريا وإيران على خلفية الثورة السورية بعد رفض المقاومة القيام بدعم النظام السوري ووقوف إيران وحزب الله إلى جانبه، واستخدام تركيا لسياسة متوازنة في التعامل مع قضايا المنطقة مبنية على الحفاظ على مصالحها. وتراهن حركة حماس بحسب عفيفه على اتخاذ أي حكومة تشكلها حركة الإخوان المسلمين في المستقبل سلسلة من الإجراءات المباشرة لتخفيف الحصار عن قطاع غزة، بما في ذلك فتح معبر رفح بشكل كامل مما سيساهم مباشرة في إنعاش اقتصاد القطاع، وبالتالي زيادة إيرادات الضرائب التي تحتاجها حكومة حركة حماس لدفع رواتب موظفيها. ومهد لوضع هذه السيناريوهات زيارات استكشافية متتالية قامت بها قيادات على أعلى مستوى من حركة حماس للقاهرة، التقوا خلالها بقيادات الإخوان المسلمين لتنسيق المواقف بين الجانبين. وأكد مصدر مطلع في حركة حماس أن الوقت الذي قضته قيادات حركة حماس في القاهرة خلال الأشهر الستة الماضية يساوي تقريبا الوقت الذي قضته في دمشق، ما يعني تغيرا غير مسبوق في عمل حركة حماس في العاصمة المصرية التي أصبحت مركزا معلنا لعملها في المنطقة. ويرى الكاتب والمحلل السياسي أسعد أبو شرخ أن أصعب ما يواجه السيناريوهات المخطط لها للعلاقة بين حماس والإخوان في مصر، هو عدم استقرار الوضع السياسي في مصر حتى الآن، معتبرا أن الوضع الداخلي سيكون من أولويات الإخوان المسلمين في مصر. ويضيف أبو شرخ أن هذه العقبة تدفع حماس للحفاظ في هذه المرحلة على علاقة قوية مع إيران، حتى لو كانت ترغب في استبدالها بعلاقة مع نظام يحكمه الإخوان المسلمين في مصر.