تم الإعلان في العاصمة المغربية الرباط، مساء أمس الأول، عن تأسيس مرصد مدني لمناهضة التطبيع مع إسرائيل، يقوده عدد من كبار الفاعلين السياسيين والحقوقيين، وفعاليات جامعية ومدنية وحقوقية ومجتمعية ونسائية وشبابية بارزة في البلاد. وبحسب مصادر «الشرق» فإن المرصد يشكل جبهة نضالية واسعة، لتجسيد الرفض المبدئي والميداني لكل مظاهر التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، والتصدي لتنامي المد الصهيوني، الذي بات وأمسى مخترقا – على أكثر من مستوى وصعيد- للكيان الاجتماعي والاقتصادي وللنسيج الثقافي والفني الوطني، وهو إطار مؤسساتي مدني تعددي يحقق انخراط شتى المكونات والفعاليات في التصدي للاختراق الصهيوني وإفشال مخططاته ويشكل ثمرة لإرادة الشعب المغربي المعبر عنها في مختلف المسيرات والفعاليات من أجل فلسطين. وقال الحقوقي البارز خالد السفياني: إن المرصد يعد إضافة نوعية، في جبهة مواجهة المشروع الصهيوني، وكأداة أساسية يساهم الشعب المغربي، من خلالها في الحركية العالمية المتنامية الرافضة للكيان الصهيوني والمستنكرة لجرائمه والعاملة على مقاطعته، وعزله دوليا ومحاكمة رموزه وقادته. وصادق المجتمعون على الأرضية التأسيسية التي حصلت «الشرق» على نسخة منها، حيث تؤكد أن التطبيع مع الكيان الصهيوني، يعني الاعتراف بمشروعية هذا الكيان، وإلغاء وتصفية الحق الفلسطيني في التحرر والعودة، ضد كل الشرائع والقوانين الإنسانية، وأن التطبيع هو أيضا جريمة بحق الشعب المغربي، الذي صادر الاحتلال وهدم أوقافه بفلسطين، وعلى رأسها حارة المغاربة بالقدس. وكان المكتب الإسرائيلي للإحصاء، وفق آخر الإحصائيات المعلن عنها،أكد أن المبادلات التجارية بين الكيان الصهيوني والمغرب شهدت ارتفاعا خلال العشرة أشهر الأولى من سنة 2012 مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، حيث تشير المعطيات إلى ارتفاع واردات المغرب من الكيان الصهيوني خلال شهر أكتوبر الماضي بحوالى 216 % ، مقابل ارتفاع الصادرات المغربية نحو الكيان الصهيوني بنحو 150 %، وبلغت قيمة الصادرات المغربية إلى الكيان الصهيوني خلال الأشهر العشرة الأولى من سنة 2012، ما مجموعه 42 مليون درهم (5 ملايين دولار) مقابل 27 مليون درهم خلال نفس الفترة من السنة الماضية، أي بزيادة 54 %.