وحتى وقت قريب كنت كغيري من الخلق أقول: إن المرأة نصف المجتمع. وبالتأكيد أنتم تعرفون معنى هذه العبارة وتفاصيل معناها. لكني اليوم سآخذها على ظاهر القول خاصة منذُ فترة قصيرة أصبحت تمثل ثلاثة أرباع المجتمع السعودي حسب إعلان نسب البطالة من قبل وزارة العمل. ورغم أن نسبة العاطلات التي أظهرتها الوزارة تجاوزت ال4/3 فإنني أردت الاختصار حتى يستقيم القول لا غير. ثلاثة أرباع العاطلين عن العمل من النساء رقم كبير لايختلف عليه اثنان. ولذا فلا بأس إن قلنا إن المرأة أصبحت كما جاء في العنوان. هذه النسبة جاءت بعد التوسع في إنشاء مكاتب في جهات حكومية خاصة بالسيدات ويعمل فيها سيدات أيضا كالجوازات والأحوال المدنية ومكاتب العمل وغيرها من الجهات الحكومية التي أرادت إعطاء المرأة خصوصية في التعامل. لكن ذلك كله لم يف بالغرض ولم تقل نسبة البطالة بين السيدات ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتوسع في مجال توظيف المرأة. السيدات اللاتي يراجعن بعض المكاتب النسائية كجوازات جدة يذكرن الازدحام الشديد للمراجعات يقابله نقص في عدد الموظفات. ومثله مكتب العمل الخاص بالسيدات في جدة فبالإضافة إلى قلة عدد الموظفات فإن البطء في الإجراءات يبدو واضحا إلى درجة تتعطل معها مصالح سيدات الأعمال. أنا شخصيا أرى أن الأولوية في التوظيف من حق السيدات لأن بطالة أكثر من ثلاثة أرباع المجتمع مسألة مقلقة ورغم ذلك يوجد عجز في إعداد الموظفات في الأقسام النسائية في جهات كثيرة.