أحكي قصة القميص والفستان، لعلنا نستخرج منها العبر. فقد كان للأديب الكبير «إحسان عبدالقدوس» قصة شهيرة بعنوان «أنا لا أكذب لكنني أتجمل» تحولت فيما بعد إلى فيلم تلفزيوني من بطولة الفنان المرحوم «أحمد زكي» الذي يقوم بدور طالب جامعي متفوق، يزعم لزملائه أنه من عائلة كبيرة، بينما تعمل أمه خادمة في بيت أحد هؤلاء الزملاء، والذي يهب لها بعض الملابس، منها قميص رجالي مستعمل تعطيه لابنها «أحمد زكي» دون أن يعرف مصدره، فيرتديه أمام زملائه في إحدى الحفلات فيتعرفون على القميص، ويعرفون أنها أمه وأنه ليس من عائلة كبيرة. وقد حدث وتكررت هذه القصة في الواقع، وبعيداً عن الأفلام وفي العائلات الكبيرة وليس في العائلات الفقيرة. فالذي حدث في إحدى الحفلات الدبلوماسية الكبيرة التي أقيمت في 10 شارع داوننج مقر رئاسة الوزارة البريطانية أن «سارة» زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق «براون» كانت ترتدي فستان سهرة في الحفل، تعرفت عليه إحدى السيدات لأنه فستانها الذي باعته لأحد محال تأجير الفساتين. ورغم أن «أحمد زكي» رفض الاعتراف أن القميص ليس قميصه، إلا أن السيدة «سارة» اعترفت أمام الجميع أن الفستان ليس فستانها، وأنها تؤجره لحضور الحفل، لأنها لا تملك ثمنه المرتفع، رغم أن زوجها كان وزيراً للخزانة ثم رئيساً للوزراء، فاحترم الناس موقفها هذا، لكنهم في سرهم عاتبوا «أحمد زكي» لأنه رفض الاعتراف!