أن تقطن في الرياض حيناً من الدهر ثم تغادرها إلى منطقة أخرى من مناطق المملكة تقع ضحية المقارنات أينما حللت، تبحث عن الخدمات التي اعتدت عليها فلا تجدها، بعض الدوائر الحكومية في المناطق في سبات عميق، ومسؤولوها لم يعتادوا أن ينتقدهم أحد، فينتفضون من أول ملاحظة (كأنهم بنوا ضاحية السيف بالبحرين) المواطن بدوره سلبي لا يطالب بحقه خصوصاً في الشرقية. المواطن في الرياض لا يسكت عن حقه يراجع البلدية، يراجع المرور، يراجع المياه، ويُطالب لحارته، لشارعه، لمسجده. سلبية المواطن في الشرقية أدت إلى تدني الخدمات التي تقدم للمواطن هنا، المواطن شريك في التنمية، وعليه أن يلعب دور الرقيب ويناقش ويطالب ويذهب للدوائر الحكومية ليطالب بحقه في شارع نظيف، أسفلت حقيقي مصنوع من أسفلت وليس “أسفلت” مصنوعاً من تراب، أرصفة جيدة، إضاءة جيدة، مخارج ومداخل طرق آمنة، مياه جيدة. المواطن هو عين المسؤول، يرشده إلى ما لا تقع عينه عليه، المسؤول غارق في كومة الأوراق وفي مطالب موظفيه وفي الاجتماعات، وأي تنازل للمواطن عن حقوقه ستذهب طي النسيان تحت طاحونة العمل والوقت والتسويف. المسؤول في الشرقية لم يتعود على صحافة تناقشه في أدائه، وهو يعتقد أنه الأجود وهو يعيش بين المنامة والدوحة والرياض، ما الذي يجعل الشرقية لا تقارع هذه المدن الجميلة وهي أم الخيرات إلا مواطن كسول لا يقوم بدوره في المطالبه بحقه، وتسميع المسؤولين ما ينقصه وما يريده. لهجة بعض المسؤولين في الشرقية لا تزال لا تدري أننا في المملكة نعيش زمن الإصلاح على يدي أبي متعب يحفظه الله.