لسان: عندما جاءهم مستعطفاً قالوا له: خذ عيوننا. قال لهم أنتم تملكون عيناً واحدة لن آخذها. قالوا له إذاً خذ آذاننا.. قال لهم: أنتم تملكون أذناً واحدة لن آخذها. قالوا له خذ ألسنتنا. قال لهم: أما هذه فنعم. فلو أخذت كل ألسنتكم لما بح صوتكم من الكلام! سحابة: سحابة حملتها الرياح وطافت بها أركان الدنيا إلا أنها لم تفرغ حمولتها من المطر. وعندما أطلت على قريتنا سكبت كل ما كانت تحمله من أمطار وبرد، فقد كانت تبكي معنا ونحن نشيع بقايا آخر شجرة خضراء قطعها تجار الفحم!. راحة البال: راحة البال يا حليلها.. الجميع ينتظرونها. فمنذ أن فارقت ديارنا ظللنا نذكرها ونحن نحكي لأطفالنا عنها… الذين عادوا بالأمس قالوا إنها ستعود قريبا.. لم يكن هناك ما يفرح في أحاديثهم. هذا كلام نسمعه كل عام. عندما كانت معنا كان الخريف لايتأخر عن موعده.. وضروع الأبقار والأغنام كانت تمتلئ باللبن.. ونسائم الليل كانت تكلم الأحبة كلاماً رقيقاً وتوشوش في آذانهم. ولكن نمو الأطفال توقف منذ أن فارقتنا. وذات صباح ومن بعد غياب طويل حدثت المعجزة وعادت.. إلا أن أحداً لم يتعرف عليها. كان السوس قد أكل ذاكرة الرجال!