كيف استطاعت الكلمة الحلوة أن تكون شجيرة فل ؟! وكيف عبَر قطار الشعر إلى زمن يأتي .. ليلقي في آذان المحبين لغة لم يسمعها أحد بعد ؟ تقول سعاد الصباح : " قل لي لغة لم تسمعها امرأة غيري " .! والحق أن لغة الشعراء شجيرة فل ، تتفتّح شفاهها ، ترسل التحية .. كأنها تقول مسيناكم مسّونا .. وع البوّابة لاقونا .! أو .. تخفق بأشرعة التوق ، فتضحك الدنيا في عيوننا .. تبث الأشواق إلى الأحداق ، فتصل إلى عمق الذائقة الرائقة .! أو يحملها إلى وجداننا النسيم .. على رأي قبطان الكلمة المبحرة والفرشاة النابضة ، السابحة في سماء الألوان : كل زين أشاهده وأنتم بعيد منوتي ليتك معي .. وإن سهرت الليل أهوجس بك واأعيد هلّ لجلك مدمعي .. وكما الدمع ، يجري الماء في العيون ساكنا يترقرق ، أو هائجا مائجا يثور ويفور .! يأخذ لون الليل الحالم .. أو فيروز الشطآن .. نشوتك تلعب مع قطر المطر وانتشى قطره معك والسحاب يطاردك بين الشجر خالق الزين أبدعك ويظل الشعراء يجدّفون في بحار الجمال .. لا لينعموا بالنظر وإنما لأنها تحمل ملمحا واحدا من تفاصيل كثيرة للصورة الأثيرة التي لا تثبت أمام فتنتها كل آيات الجمال : كلما ضمت عيوني منك طيف يا بعد كل الطيوف قلت ما مثلك على الدنيا وصيف لا حشا مالك وصيف .! إنّهم يعومون على عوم رؤاهم ، و(على حسب الريح ما تودي) .. فليس بأيديهم إن هبت نسمة من شمال أو جنوب على خط استوائهم ، أو جرت الموجة ورا الموجة والتقطت بثها موجاتهم العالية التردد : دستور ياساحل الغربي فلّيت في بحرك شراعي وياموج هوّن على قلبي داعيه من شطكم داعي للي لها مبسمٍ عذبِ رعبوب وعيونها وساعِ .. لوما تهيّت على دربي لقتني في دربها ساعي .! * * * وفي عالم الإبداع ، الفنون جنون .. و(للبدر) الساطع عيون ترقب الأسرار : قلبي تعب .. وصبري تعب ، ومن الهدب لين الهدب أمواج تبحر بي رضا وأمواج تلعب بي غضب .. وانا لعيونها بس لعيونها قلبي سراب بدونها .. وعيني سراب .. ما قول أعشقها بعقل ، مجنونها .. مجنونها ..!