صنعاء – الشرق مستشار الرئيس: غياب الدولة أطلق العنان لاتصالات منفلتة وتدخلات خارجية تعبث بالحياة السياسية. قيادي مؤتمري: قطر وتركيا يعملان على تسويق مشروعات مشبوهة تحت ستار المساعدات لليمن. برلماني طالب بطرد السفير التركي بسبب شحنات السلاح القادمة إلى اليمن من تركيا. أكد نشطاء في الحراك الجنوبي ومراقبون سياسيون يمنيون فشل مؤتمر شعب الجنوب الذي عقده الزعيم الجنوبي البارز محمد علي أحمد قبل أيام في عدن، وذلك بسبب التدخل القطري ووقوف الدوحة خلف المؤتمر ومحاولاتها الحثيثة لإيجاد مكان ونفوذ لها في الجنوب من خلال استنساخ مكون جنوبي وتسويقه كممثل وحيد للحراك والقوى الجنوبية الفاعلة على الأرض. وكان المؤتمر الذي عقد تحت شعار «الحرية وتقرير المصير واستعادة دولة الجنوب» بمشاركة ممثلين عن كافة المحافظات الجنوبية الست، جاء بعد 67 لقاءً واجتماعاً عقدته اللجنة التحضيرية منذ تأسيسها بعد عودة محمد علي أحمد إلى اليمن في مارس الماضي. وجاء مؤتمر شعب الجنوب في الوقت الذي احتضنت فيه الرياض لقاءً لقيادات جنوبية لبحث حل للقضية الجنوبية يقوم على المبادرة الخليجية وقوبل لقاء الرياض بترحيب كبير من القوى الجنوبية المختلفة الأمر الذي عد رسالة واضحة لرفض الدور القطري في الجنوب وفشل مؤتمر محمد علي أحمد. وقال أحمد إنه يسعى إلى كسب شرعية دولية لتمثيل الجنوب في الحوار الوطني المقرر عقده في صنعاء بموجب المبادرة الخليجية الأمر الذي ترفضه غالبية مكونات الحراك وتعد المؤتمر صنيعة الإخوان المسلمين والدوحة. رفض وإدانة وعد الجنوبيون في الخارج في بيان لهم أن المؤتمر التفاف على أهداف شعب الجنوب ونضاله السلمي من أجل تحقيق هدفه الاستراتيجي وأكدوا أن أبناء الجنوب في سويسرا يدينون ويستنكرون هذا الحدث اللا شرعي الذي تتبناه حفنة من أصحاب المصالح الضيقة والأنانية، حيث إنه مخالف لكل الأهداف التي رسمها الحراك الجنوبي، وضحى بدماء الشهداء والمعتقلين. وصدرت بيانات عديدة أعلنت رفضها للمؤتمر ونتائجه من قوى الثورة الجنوبية التحررية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات الجنوبية والشخصيات والسلاطين والأحزاب السياسية والمكونات الشبابية والطلابية والجاليات الجنوبية في المهجر «قوى التحرير والاستقلال « وشهد المؤتمر أيضا انسحاب بعض القوى والنخب الجنوبية من قاعة المؤتمر إثر تدشين فعاليات الجلسة الأولى التي حضرها ممثلون من حزب الإصلاح والمؤتمر وبحراسة مشددة من قبل سلطات الأمن. وفي بيان له حذر المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي وهو أكبر تيارات الحراك من مغبة التمادي واختزال تضحيات شعب الجنوب لصالح جهات تريد تجييرها لأجندة غير معلومة الأهداف. إشادة بدور المملكة هدى العطاس ومقابل الرفض لمؤتمر عدن عبرت المكونات الجنوبية الفاعلة عن إشادتها بلقاء الرياض الذي جمع قيادات جنوبية مع مسؤولين خليجيين، وعدت اللقاء رسالة موحدة ارتفعت إلى مستوى إرادة شعب الجنوب التي عبر عنها في مليونية 30 نوفمبر. وقالت هدى العطاس الناشطة الجنوبية ل»الشرق»: إن هذه اللحظة تاريخية وينبغي أن ترقى إلى مستواها، كافة الأطراف الجنوبية، ولمّ الشمل، والتقارب على وحدة الهدف والآلية، وهو ما يهيئ للإعداد الضامن لنجاح مؤتمر حوار جنوبي، يتجه صوب المستقبل والجنوب الجديد الذي قدم شعبنا في سبيله أغلى التضحيات. وأشاد المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب بالاهتمام الذي توليه المملكة العربية السعودية الشقيقة بقضية شعب الجنوب في مساعيها والأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي للمساعدة في إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة والذي يؤكده اللقاء الذي عقدته الأمانة العامة لمجلس دول التعاون الخليجي مع قيادات جنوبية وسلاطين وأمراء الجنوب العربي الذي دل على تفهم الأشقاء للهوية الجنوبية وقضية شعب الجنوب. وقال المجلس في بيان له إن هذا اللقاء مع قيادات جنوبية وسلاطين وأمراء جنوبيين جاء لتأكيد عمق الإدراك بهوية الجنوب والحق الذي لن يقبل بغيره الجنوبيون بديلاً مهما كانت المعاناة. فشل مساعي قطر وعد مراقبون فشل المؤتمر وعدم حصوله على الإجماع الجنوبي دليل واضح على فشل المساعي القطرية بفرض رؤيتها في الجنوب رغم الإشادة الكبيرة بنجاح المؤتمر التي أرسلها اللواء علي محسن الأحمر رجل الدوحة في اليمن وتمت قراءتها في الجلسة الختامية للمؤتمر. وارتفعت مؤخراً أصوات السياسيين اليمنيين الداعية إلى وقف التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي اليمني وتحديداً دور قطر وتركيا حيث طالب برلماني يمني مؤخراً بطرد السفير التركي من اليمن بسبب التدخل السافر لبلاده في الشأن اليمني. وفجر مستشار الرئيس هادي الدكتور ياسين سعيد نعمان مفاجأة حين انتقد التدخلات الخارجية وضعف الحكومة وعدم قدرتها على إدارة البلد بصورة سليمة. وانتقد نعمان وهو أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني والمرشح الأبرز لخلافة هادي في رئاسة الجمهورية غياب الدولة الذي أدى إلى تدخلات خارجية تعبث بالحياة السياسية، وقال: «المشكلة اليوم أخذت بعداً يتمثل في كثير من الأحيان في غياب الدولة القادرة على ضبط الشأن الداخلي، وأطلقت العنان لاتصالات منفلتة في كثير من الأحيان لتدخلات خارجية بطريقة أدت إلى العبث بالحياة السياسية». وطالب نعمان بوجود «دولة قادرة على حماية أمنها وحماية مواطنيها وأفرادها من الانزلاق نحو هذا النوع من العلاقات المنفلتة». وبعد تصريحات نعمان استدعت قطر قادة أحزاب المشترك ومن ضمنهم نعمان إلى جانب عبدالوهاب الأنسي أمين عام التجمع اليمني الإصلاح وسلطان العتواني أمين عام التنظيم الوحدوي الناصري وثلاثتهم أبرز القيادات السياسية في البلاد. انتقادات لتركيا وقطر وانتقد قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام التدخلات القطرية والتركية في اليمن وكشف في تصريح ل»الشرق» عن زيارات يقوم بها سياسيون يمنيون بارزون من مختلف القوى السياسية إلى الدوحة بدعوة من السلطات القطرية لترتيب أجندة داخل اليمن تعمل قطر على تنفيذها. وقال القيادي الذي رفض الكشف عن هويته إن الحكومة والسلطات جميعها تعلم بتلك الزيارات، وأشار إلى أن قطر وتركيا يعملان على تسويق مشروعات مشبوهة من الادعاء بتقديم مساعدات لليمن في مجالات مختلفة. وأضاف أن السفير القطري زار محافظة تعز في إطار مهمة تتعلق ببناء مشروع طبي كلفته أكثر من ربع مليار دولار وهذا أمر طيب تشكر عليه الدوحة لكن أن يستغل السفير زياراته للقاء قيادات عسكرية وأمنية فذلك أمر مرفوض ولا يجب السماح به مطلقاً. وقال القيادي: إن السفير القطري يلتقي قيادات عسكرية وأمنية والسفير التركي يزور الموانئ التي تتكدس فيها شحنات السلاح التركية المهربة إلى اليمن وكان آخر هذه الزيارات زيارة ميناء الحديدة التي زارها سفير تركيا ثلاث مرات خلال شهر واحد فقط حسب قوله. وكان وفد أمني تركي وصل صنعاء مؤخراً لإجراء مباحثات مع مؤسسات يمنية حكومية بعد أيام فقط من زيارة وفد آخر من رئاسة الحكومة التركية لبحث مشروع مع رئاسة حكومة باسندوة وبعد يومين فقط من إنهاء وفد طبي تركي زيارته لليمن. لجنة لرسم السياسات وكانت «الشرق» كشفت في تقرير سابق عن لجنة اقتصادية يرأسها القيادي في حزب الإصلاح الشيخ حميد الأحمر تقوم برسم السياسات وإدارة الملفات الاقتصادية والاستثمارية لحكومة الوفاق الوطني، وهي لجنة غير معلنة وتمارس اختصاصات رسمية عليا وترفع قراراتها وتوصياتها لرئاسة الحكومة للعمل بها والتنفيذ. وتنشط اللجنة الخاصة في إدارة ملفات تعاون وشراكة اقتصادية واستثمارات مختلفة مع الجانبين التركي والقطري، وكانت حاضرة في الترتيب لزيارات وفود رسمية واقتصادية تركية إلى صنعاء خلال الأشهر الماضية وذلك في إطار الدور التركي الجديد في اليمن.وأن رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة يعول في الملف الاقتصادي بصورة كاملة على اللجنة الخاصة وفوضها صلاحيات كاملة بحيث أصبحت الفاعل الرئيس، في الظل، فيما الحكومة تدير اجتماعاتها الروتينية مكتفية بتمرير القرارات والقضايا المعروضة على جدول الأعمال، وهي في الغالب «ثانوية» أو بعيدة عن القطاع الاقتصادي والمالي. يمنيون يعبرون عن رفض المؤتمر مؤتمر شعب الجنوب (الشرق)