كلام لافروف بأن الغرب لا يريد ولا يرغب بالتدخل في سوريا، كلام دقيق ولعل الروس اكتشفوه مؤخراً بمرارة.. يا للعيب على دولة كبرى مثل روسيا. قال رئيس البلاد فلاديمير بوتن إن آل الأسد قد حكموا البلاد أربعين عاماً وهذا كثير على حد تعبيره. ترجمة هذه التصريحات جاءت عملياً من خلال العمل على تأمين سحب الجالية الروسية الكبيرة في سوريا. وهذه العملية بمنتهى التعقيد وهي بطبيعة الحال متأخرة ويبدو أن الوقت بخصوصها ليس في مصالح الروس. ومعروف أن ثمة عشرات آلاف المصاهرات بين الشعبين السوري والروسي، ولعل القسم الأكبر من هذه العائلات يعيش في سوريا. ولكن الأهم هل ستسحب روسيا قاعدتها البحرية التي تضم أيضا مئات الخبراء الروس وعائلاتهم الذين يسكنون كلهم في منطقة الساحل السوري التي تعد هادئة ومسيطر عليها حتى الآن من قوات النظام. هذه التطورات في الموقف الروسي التي تعد متأخرة جداً، تذكرني بالمقولة الشهيرة التي طالما كررها القادة السوفييت أيام الاتحاد السوفييتي ومفادها: أن نظام حافظ الأسد يضع قدماً في واشنطن وأخرى في موسكو ولعله يضع في العاصمة الروسية أو السوفييتية القدم المكسورة. الأحداث اليوم تؤكد صحة هذه المقولة والغريب أن القيادة في روسيا لم تأخذ بها ولعل هذا ما يشير إلى أن الروس كانوا بحاجة داخلية لموقف يقف في وجه الدول الكبرى للإثبات بأنهم ما زالوا يقفون على أرجلهم كدولة عظمى.