الدمام – فاطمة آل دبيس أنا وخمسة من زملائي أصِبنا بتشوّهات وضعف في الحيوانات المنوية مع التفاوت في النسبة. أطالب بمساءلة الشركة عن عدم إبلاغ التأمينات بالحادثة لتسجيلها «إصابة عمل». الشركة اكتشفت تسرباً للمواد المشعّة في الموقع.. لكنها لم تُخلِ المكان. السلمان: لا توجد دراسة تؤكد صلة السرطان بتعرض الجسم للمواد الإشعاعية بشكل يومي. ندا: المواد المشعة قد تؤدي إلى تدمير الخلايا.. ولا يمكن علاجها. الزامل: لا يجوز السماح بالعمل في أماكن خطيرة كالمناجم والمحاجر إلا بعد إجراء فحص طبي. الغامدي: أضرار بعض المواد تصل إلى حد الموت وأخرى تعمل على تشويه الجينات. كافأت إحدى الشركات الوطنية الخاصة المتخصصة في فحص كيابل الحفر وصيانة آبار الزيت والغاز موظفها عبدالله القلاف، الذي أصيب بمواد مشعة نتيجة «إهمال الشركة في حفظ هذه المواد»، بالفصل من الشركة تعسفياً -حسب إقرار الهيئة الابتدائية للفصل في المنازعات العمالية في الخبر التي قضت بإعادة الموظف لعمله-، في حين رفضت الشركة الحكم، الأمر الذي رفعه للهيئة العليا. وكان القلاف قد تعرض لإصابة بمواد مشعة تسببت في ضعف وتشوه حيواناته المنوية، الأمر الذي أدى إلى ضعف الإنجاب لديه –حسب التقرير الطبي- وبعد تعرضه للإصابة وإثبات الأمر من المستشفيات طالب «القلاف» ببدل إصابة، ولكن الشركة رفضت طلبه وزادت من بعثاته إلى خارج المدن أي في أماكن استخراج النفط والغاز، لضمان عدم قدرته على رفع دعوى، إلى أن قررت فصله مضمنة سبب الفصل بالتهاون في العمل. تشوهات وضعف وقال القلاف إن الإصابة بهذه المواد تعرض لها وخمسة آخرون من زملائه (ثلاثة سعوديين وأجنبيان)، وعند التوجه إلى المستشفى أفاد بأنه لا يستطيع الحصول على نسبة المواد المشعة، ولكن بإمكانه عرض الآثار التي تعرضوا لها، وأكد أنهم أصيبوا جميعاً بتشوهات وضعف في الحيوانات المنوية مع التفاوت في النسبة، إلا أن الشركة أفادت بأن هذا التعرض لا يدل على أنه بسبب إصابتهم بالمواد المشعة، وربما يكون بمحض الصدفة، لذلك لن ترفع تقرير بدل الإصابة. فصل تعسفي وأفاد القلاف أنه بعد فصله اتجه إلى مكتب العمل في الخبر برفع دعوى الفصل التعسفي مضافاً إليها الأخطار التي تعرض لها والإصابات التي نتجت جراء تعرضه للمواد المشعة، وقضت الهيئة الابتدائية بإعادته للعمل والحكم بتعويضه، ولكن الشركة رفضت الحكم وطالبت بالاستئناف، فرفعت القضية إلى الهيئة العليا للنظر فيها. إهمال الشركة وأكد القلاف أن الشركة اكتشفت تسرباً للمواد المشعة في ذات الموقع الذي يعمل فيه، ولكنها لم تخلِ المكان حينه، مبيناً أنه يفترض على كل من يستخدم هذه المواد أن يعيدها مرة أخرى إلى باطن الأرض لمنع حدوث أي تسرب، وكانت الشركة تزود الموظفين بجهاز يقيس تعرضهم اليومي للإشعاع ويقاس من قِبل مختصين كل ثلاثة أشهر، ثم تُعرض النتائج على الموظفين، ولكن بعد التعرض للإشعاع سُحب الجهاز ولم تُعرض النتائج. إصابة عمل وطالب القلاف بمساءلة الشركة عن عدم إبلاغ التأمينات الاجتماعية بالحادثة، وعدم تسجيلها «إصابة عمل»، إضافة إلى إظهار نتائج الفحص الموجودة في الجهاز الخاص بالمواد المشعة، بالإضافة إلى التكفل بعلاجه ومحاسبة من يقف وراء الإهمال، إضافة إلى إعادته للعمل وتعويضه. أخطار المواد المشعة وبيّن استشاري أمراض النساء والولادة والعقم الدكتور عادل ندا، الأخطار التي تنتج جراء التعرض للمواد المشعة، قائلاً «أولها ضعف أو تشوه في الحيوانات المنوية أو توقف الحيوانات تماماً حسب كمية المواد التي تعرض لها والمدة التي تعرض لها، بالإضافة إلى سرطان في المثانة ونخاع العظم وعديد من السرطانات». وبالنسبة لإمكانية العلاج، أفاد أنها تختلف من حالة لأخرى، حيث إن بعض المواد المشعة قد تؤدي إلى تدمير الخلايا وعلى هذا لا يمكن العلاج، وبعضها قد يؤدي إلى ضعف فقط، وهنا يجب الابتعاد عن هذه المواد وضمان عدم التعرض لها، إضافة إلى تعاطي الأدوية اللازمة للعلاج، أما بالنسبة للقدرة على اكتشاف نسبة الإصابة بالمواد المشعة، فأفاد ندا بأنه ليست كل المواد المشعة يمكن اكتشاف نسبتها، بل معظمها يعتمد على الآثار الناتجة عنها. فحص طبي عبدالعزيز الزامل وأوضح المحامي والمستشار القانوني عبدالعزيز الزامل أن نظام العمل نص على أنه لا يجوز السماح لأي شخص بالعمل في أماكن خطيرة كالمناجم والمحاجر إلا بعد إجراء فحص طبي كامل على العامل وثبوت لياقته الصحية للعمل المطلوب، وتجب إعادة هذا الفحص دورياً وغيرها من الشروط اللازمة حرصاً منه على سلامة وصحة العامل، كما أن صاحب العمل وفق نظام التأمينات الاجتماعية يقوم بتسجيل العامل وسداد 2% مقابل الأخطار المهنية من أجر الاشتراك المسجل لدى التأمينات الاجتماعية، وهذا يطبق على العامل السعودي وغير السعودي، ويتم تعويض المشترك في حال حدوث إصابة عمل، وقد حدد جدول الأمراض المهنية المنصوص عليه في نظام التأمينات الاجتماعية تلك الأمراض بشكل دقيق، وكذلك جدول دليل نسب العجز حدد درجات العجز الدائم والكلي والجزئي. وسائل الوقاية وأضاف الزامل «أن من واجب كل شركة توفير بيئة عمل آمنة من مخاطر الصناعات المختلفة، ورفع مستوى كفاءة ووسائل الوقاية، وذلك للحد من الإصابات والأمراض المهنية، وحماية العاملين من الحوادث، ومن ثم خفض عدد ساعات العمل المفقودة نتيجة الغياب بسبب المرض أو الإصابة، وكذلك الحد من تكاليف العلاج والتأهيل، والتعويض عن الأمراض والإصابات المهنية، الأمر الذي ينعكس على تحسين وزيادة مستوى الإنتاج ودفع القوة الاقتصادية للدولة». نفقات العلاج أحمد الغامدي وزاد الزامل «ينبغي على صاحب العمل عند إصابة الموظف أثناء العمل أو بسببه الالتزام بعلاجه، وتحمل جميع النفقات اللازمة لذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بما فيها الإقامة في المستشفى والفحوص والتحاليل الطبية، والأشعة، والأجهزة التعويضية، ونفقات الانتقال إلى أماكن العلاج، حيث إن الفصل الثالث من الباب الثامن من نظام العمل حدد التعويضات المتعلقة بإصابات العمل بما في ذلك العجز المؤقت أو العجز الكلي أو العجز الجزئي المستمر أو الوفاة». تشويه الجينات وأوضح الأمين العام لاتحاد الكيميائيين العرب أحمد الغامدي، أن الخطورة تختلف حسب نوع المادة المشعة والمدة التي تعرض لها الشخص لهذه المواد، حيث إن أضرار بعض المواد تصل إلى حد الموت، وأخرى تعمل على تشويه الجينات، وأخرى بسيطة يكاد يكون ضررها غير ملحوظ، مضيفاً أن العامل عند تعرضه اليومي لإشعاعات بسيطة قد لا يظهر أثرها مباشرة ولكن يظهر بعد تفاقم الحالة، مؤكداً أن الشركة يجب أن تتحمل الإصابات التي تنتج عن العمل. إصابة بالسرطان حسين السلمان وبيّن اختصاصي الطب النووي حسين السلمان أن استقبال الجسم المواد الإشعاعية يختلف من شخص لآخر، موضحاً أن كلاً من الأرض والهواء والمأكل تحتوي على المواد المشعة، ولكن لا توجد دراسة أو بحث أثبت أن تعرض الجسم لهذه المواد الإشعاعية التي يتعرض لها الشخص بشكل يومي لها صلة بالسرطان، في حين أن زيادة هذه النسبة قد تتسبب في تدمير سلاسل DNA الموجودة في الخلايا، ولكن يجب أن يبحث في ملف الموظف هل عمل التحليل الذي أثبت ضعف الحيوانات المنوية لديه سابقاً أم أنه لأول مرة، حيث إن هذه المشكلة قد يكون متعرضاً لها سابقاً وهو لا يعلم، إضافة إلى ذلك أن مناطق تكرير النفط تحتوي على مادتي اليورانيوم والسيرويوم وهما مادتان تذوبان في الماء، مما يزيد نسبة الإصابة، ولكن يجب على الموظف أن يبحث في البداية هل هو يعمل في منطقة تحتوي على مادة اليورانيوم بشكل كبير أم بسيط، لأنه يتحلل مع الوقت وينتج مواد مشعة أكثر وتذوب في الماء، وأكد السلمان أنه كل ما قدمت الأجهزة المستخدمة زادت نسبة الإصابة بالمواد المشعة، لذلك يفترض تحليلها قبل العمل بها. وأكد السلمان أن اختصاصيي الطب النووي يتعرضون يومياً للمواد المشعة بمعدل تسعة في اليوم الواحد، ولكن لا توجد إصابات، فعلى الرغم من اختلاف المواد المشعة المستخدمة في الطب عن النفط إلا أنه يجب على الموظف التعرف على الأجهزة المستخدمة وتعليماتها لتحاشي التعرض لأخطارها. وقائع الدعوى