عاشت حنان الماضي «29عاما» طفولة مليئة بالحب والاهتمام من قبل والديها، وبعد أن أنهت دراستها الجامعية، التحقت بوظيفة مرموقة، لتبدأ معاناتها مع والدها، الذي رفض تزويجها ظناً منه بأنه يحافظ على مستقبلها، فرأى أن عملها أولى من زواجها، 5 أعوام من العذاب عاشتها تحت كنف أب غليظ صارم، لم يتورع عن إهانتها نظير رغبتها في الزواج كباقي قريناتها. تقدم لخطبتي تقول الماضي: «تخرجت في الجامعة وأنا أحمل لوالدي كثيرًا من العرفان بالجميل، فلم أنس يومًا ما عاناه ليصل بي وإخوتي إلى أعلى المستويات التعليمية، ولنمضي خلال هذه المراحل دون أن نشعر بالحرمان المادي أو المعنوي، وظل الوضع على ما هو عليه حتى أكرمني الله بوظيفةٍ مرموقة أعلت من شأني وسط عائلتي، وبعد فترة وجيزة تقدم لخطبتي شاب حسن الخلق والدين، فرفضه والدي؛ إيمانًا منه بأن ما رسمه لنا من خطط مستقبلية في العلم والعمل أولى لحياتنا وأجدر بها من الزواج. طلق أمي حينما حاربت حنان أفكار والدها التعسفية، هددها بتطليقه لأمها، تقول» ما كان مني إلا أن التزمت الصمت لخمس سنوات، تقدم فيها لخطبتي الكثيرون، وتصدى لهم والدي بالرفض كعادته، ولم أكن أتصدى لهذا الظلم سوى بالبكاء والشكوى إلى الله حرصًا مني على أن لا أخدش حيائي وبري بوالدي، حتى إن أمي وقفت في صفي يوما مدافعة عن حقي في الارتباط، فما كان منه إلا أن نفذ تهديده لها وطلقها، فدفعت ثمن وقوفها إلى جانب ابنتها غاليا». كرهت أبي وأضافت حنان أن والدها نجح في إدخال الكراهية لقلبها تجاهه، وتوضح «تمنيت لو ما كان أبي، وكنت أراه عدواً لسعادتي وأحلامي، فلم يترك لي مجالا لأضع له الأعذار، ولم أجد سببا لرفضه تزويجي إلا راتبي ووظيفتي؛ وأخيرًا وبعد تدخل بعض المقربين وإلحاحهم عليه بتزويجي، وافق بشرط أن لا نقيم أي مظهر من مظاهر الاحتفال، وأرجع والدتي إلى ذمته. رجل صالح خرجت حنان من منزل والدها إلى بيت زوجها، رزقها الله رجلا صالحا عاهدها على أن يكون لها عوضًا، وتقول «نسيت مع زوجي كل لحظة مؤلمة أذاقني إياها والدي، فساعة سعادة معه أنستني سنين من العذاب، إلى أن أصبحت لا أذكر لوالدي سوى فضله علي في صغري، حتى إني ألوم نفسي كيف حملت له في قلبي كل ذلك الكره، فسيبقى أبي رغم تعنيفه لي سابقا، وسأظل ابنته البارة به مهما حدث، فالسعادة التي أعيشها حاليا مع زوجي كفيلة بتكفيري كل الذنوب التي ارتكبها والدي في حقي».