قررت الحكومة الفلسطينية التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة حظر تعامل الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين مع وسائل الإعلام الإسرائيلية؛ باعتبار أنها وسائل إعلام «معادية»، في سابقة هي الأولى منذ توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993. وبرر مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة، إيهاب الغصين، القرار الذي صدم الصحفيين الفلسطينيين العاملين كمراسلين في وسائل إعلام إسرائيلية بالقول «إن المضمون المقدَّم من هذه الوسائل عن قطاع غزة لا يخدم الشعب الفلسطيني». في السياق ذاته، اعتبر نقيب الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، ياسر أبوهين، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تستغل الصحفيين الفلسطينيين العاملين مع وسائل الإعلام الاسرائيلية في الحصول على معلومات تستخدمها ضد المقاومة الفلسطينية. وقال أبوهين: إن الصحفي يمكنه الوصول إلى أماكن حساسة ولقاء أشخاص ليس مسموحاً للجميع الوصول إليهم، مستشهداً بحوادث اتضح فيها استغلال إسرائيل للإعلام الفلسطيني والصحفيين للوصول إلى معلومات لها علاقة بالمقاومة والحكومة. في المقابل، اعتبر الكاتب الفلسطيني المختص في الصحافة الإسرائيلية، مصطفي إبراهيم، أن قرار حكومة إسماعيل هنية خطوة غير مدروسة وفي غير محلها، وأضاف أنه إذا ما تمكنت الحكومة من منع الصحفيين من العمل مع وسائل الإعلام الإسرائيلي بشكل علني فالكثير منهم يمكنه التواصل معها بشكل سري؛ لوجود علاقات شخصية بين الصحفيين الإسرائيليين المناصرين للقضية الفلسطينية وبعض الصحفيين الفلسطينيين. وأشار إبراهيم إلى ضرورة أن تكون الرواية الفلسطينية حاضرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وقال «هناك عددٌ من الصحفيين والكتاب الإسرائيليين ينقلون ويدعمون الرواية الفلسطينية ويناصرونها، وهذا القرار سيحرمهم من مصادرهم المعتمدة على الصحفيين الفلسطينيين، وأعتقد أنه يجب التفرقة بين وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تخدم القضية الفلسطينية والتي تقف ضدها». ونبَّه إبراهيم إلى أن المنظومة الإعلامية الإسرائيلية لا ترغب في وجود الصحفيين الفلسطينيين داخلها، وتريد أن يكونوا شهود زور على الجرائم الإسرائيلية، الأمر الذي يرفضه هؤلاء ويعملون ضده من خلال تعاملهم مع المناصرين لهم في الإعلام الإسرائيلي. ويرجع إبراهيم قرار حكومة هنية إلى نتائج حرب الثمانية أيام الأخيرة التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة، التي فرضت فيها حكومة إسرائيل رقابة عالية على المنظومة الإعلامية الإسرائيلية ومنعت نشر حقيقة الأوضاع، وخاصة فيما يتعلق بقتل الأطفال الفلسطينيين، الأمر الذي أعطي تفسيراً سلبياً تجاه الفلسطينيين.