وصف عدد من مراجعي مركز صحي السامر في جدة الخدمات المقدمة في المركز بالسيئة، مجمعين على أن المركز يعاني نقصاً حاداً في الكوادر الطبية والصحية، حيث يعمل بالمركز 14 طبيباً وطبيبة يخدمون عشرة أحياء وأكثر من أربعين ألف نسمة، إضافة إلى حاجته للأجهزة الطبية الحديثة وإصلاح الأعطال في بعضها. وأكدوا ل»الشرق» في جولة نظمتها أمس الأول بالمركز، معاناتهم من زحام في المواعيد وتباعدها، إلى جانب ضيق الممرات، وذكروا أنهم باتوا يعزفون عن زيارة المركز إلا في الحالات الطارئة في أوقات متأخرة، بعد تدني مستوى الخدمات الطبية فيه، متمنين تدارك الوضع سريعا قبل تفاقمه. وبدا ل»الشرق» دقة الحالة التي وصفتها هيئة مكافحة الفساد «نزاهة» للمركز، حيث تبين لها خلال الزيارة التي نظمتها أمس للمركز ضيق الطريق الموصل إلى المبنى وغياب اللوحات الإرشادية عنه وتهالكه وغياب مواقف السيارات. وأوضح مساعد مدير الشؤون الصحية للرعاية الصحية الأولية في جدة الدكتور سامي عيد أن الصحة طلبت قبل حضور «نزاهة» إلى مركز «السامر» ومنذ سنة، استئجار مبنى للمركز، إلا أن التفاوض على المبنى الجديد لم ينتهِ، مبيناً أن الصحة لم تتسلم أي خطاب رسمي من «نزاهة» حول وضع المركز. وقال إن عمل مركز صحي السامر يمتد من السابعة صباحاً وحتى الثانية عشرة ليلاً، ويعمل به 12 طبيباً وطبيبة وطبيبا أسنان وخمسة فنيين وفنيات أسنان وأربعة ممرضين و19 ممرضة، وأربعة فنيي مختبر وأربعة اختصاصيين في المختبر وأربعة فنيي صيدلة وأربعة فنيي وفنيّات أشعة، فضلاً عن عشرة إداريين وموظف أمن وسلامة وموظف مراقب وبائيات واختصاصي اجتماعي وفني مدير مركز. وقال إن المباني تخضع لإشراف ومعايير إدارة المشروعات لملاءمة المبنى ليصبح مركزاً صحياً نموذجياً يخدم قاطني الحي. وكشف عن استلام أراض لثمانية مراكز صحية وترسيتها على المقاول في جدة لبنائها كمراكز صحية نموذجية، إضافة إلى نزع أراضٍ عديدة لبناء مراكز صحية عليها، إضافة إلى استئجار مبانٍ لعديد من المراكز الصحية لأكثر من 45 موقعاً، وذلك بعد دعم وزارة الصحة لصحة جدة في استئجارها في بعض الأحياء. من جانبهم، كشف عدد من المراجعين عن معاناة مع الخدمات الصحية في المركز، حيث قال «أبو مهند» إن الخدمات الصحية بالمركز ينقصها الكثير، ما يتطلب تدخل صحة جدة للوقوف على هذا المركز البالي، وإعادة النظر فيه وترميمه. وأشار إلى قصور في كادره الطبي وغياب للممرضين وانشغالهم بالأحاديث الجانبية بعيداً عن العمل وترك المراجع حائراً، فضلاً عما تعانيه النظافة بالمركز من قصور كبير. وقال محمد السهلي إن الطريق المؤدي إلى المركز ضيق جداً ما يسبب اختناقات، إضافة إلى عدم توفر مواقف للسيارات وهو ما يسبب كثيراً من المشاجرات على طريقة إيقاف السيارات عكس بعض أو خلف بعض مما يعيق الحركة. عبدالرحمن العتيبي وطالب عمدة حي السامر عبدالرحمن العتيبي بسرعة حل هذه المشكلة الكبيرة التي تواجه سكان حي السامر والأحياء المجاورة للمركز الصحي الوحيد الذي يخدمهم. واقترح إنشاء مستشفى كبير يخدم السكان وعدم الاكتفاء بمركز للرعاية الصحية الأولية، مؤكداً أن وضع المركز سيئ ويعاني زحاماً شديداً خلال فترات التطعيمات، فضلاً عما ينتج عن ذلك من صراخ ومشادات على الأدوار للحصول على أرقام مع غياب نظام الترتيب. وبيّن العتيبي أن مركز صحي السامر يخدم أربعين ألفاً من السكان المجاورين له من أحياء السامر والأجواد والمنار بعد تحديد المسميات الأخيرة للأحياء من قبل بلدية بريمان التي كان عددها يفوق العشرة أحياء منفصلة وهي الربيع والسامر والأجواد والمنار والتوفيق والأطلال والأجواد الشعبي والأجواد الفلل وبريمان والسالمية والعين والسلام. وشكت أم مصطفى من الازدحام على المواعيد والأرقام لكثرة المراجعين وتكدسهم على نحو غير محتمل. وأكدت تأذيها من انبعاث الروائح الكريهة من المكان لعدم الاهتمام بنظافته. وتساءل عبدالعزيز الروقي عن سبب إهمال خدمات الرعاية الصحية الأولية في منطقة كبيرة كحي السامر، إلى الحد الذي أصبح فيه المركز يعاني ضغطا كبيرا؛ حيث يتردد عليه نحو مائتي ألف مراجع ما أدّى إلى تدهور خدماته. وقال حسام الغامدي نعاني من طوابير لإيقاف السيارة وطوابير أخرى لإيجاد موقف وطوابير للحصول على ورقة المراجعة أو فتح الملف، وقال إن المركز يخدم حياً كبيراً جداً ومزدحماً وأصبح الازدحام بالمركز لايطاق. ثلاثة مقاعد فقط في صالة الانتظار فناء المركز الصحي استغل كمستودع للمراحيض القديمة