أعلن رئيس الوزراء السوداني الأسبق، الصادق المهدي، نيته التنحي عن قيادة حزب الأمة القومي وكيان الأنصار، القاعدة الجماهيرية للحزب، خلال الفترة المقبلة بعد تدريب بعض القيادات لخلافته على أن يتفرغ بعدها للأعمال الفكرية والاستثمارية. واحتفل المهدي في منزله بأم درمان أمس بعيد ميلاده ال 77، ووصف هذا الاحتفال الذي يحرص عليه سنوياً بأنه «بدعة اجتماعية لا تشوبها حرمة». وتولى الصادق المهدي منصب رئيس الوزراء في السودان من 1967 إلى 1969 ومن 1986 – 1989، وهو يقود حزب الأمة منذ عام 1964. وأوضح المهدي، في كلمةٍ ألقاها بمناسبة عيد ميلاده، أنه سيركز على اختيار خليفته وهو في قمة عطائه، وأضاف «هذا هو برنامجي الأهم في الفترة المقبلة، وستكون هذه التجربة فريدة في ثقافة الخلافة لأن العادة أن لا يفكر فيها الناس إلا إذا رُدُّوا إلى أرذل العمر أو إذا فرضتها عليهم النية». وكشف عن نيته التفرغ بعدها لست مهام تتمثل في كتابة السيرة النبوية بعنوان محمد رسول الإنسانية، وتفسير للقرآن بعنوان مقاصد التنزيل، وإعداد مرجع للتنمية البشرية بعنوان التنمية المحيطة، إلى جانب العمل الاستثماري لاستغلال فرص الاستثمار المتاحة في السودان، وإنشاء مركز لدراسات الحوكمة وأكاديمية رياضية إضافة إلى المشاركة في المحافل الدولية. وينتقد مراقبون بقاء القيادات السياسية السودانية على رأس أحزابها لفترات طويلة ويقولون إن ذلك ساهم في تحجر المسرح السياسي وعدم طرح برامج جديدة تساهم في خلق دينامكية في البلاد. من جهة ثانية، وصل الخرطوم أمس رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد، هيلا ميريام ديسالين، على رأس وفد عالي المستوى في أول زيارة رسمية له للسودان تستغرق يومين، واستقبله الرئيس عمر البشير وعددٌ من الوزراء والمسؤولين. وانخرط الرئيس الضيف في مباحثات مع البشير بحثت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها. وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي، في تصريحات بالمطار فور وصوله، أن زيارته للخرطوم تأتي تعضيداً وتقويةً للعلاقات التي عززها سلفه الراحل ميليس زيناوي، مشددا على حملِهِ نفس الرؤى والمضامين. من جانبه، أكد السكرتير الصحفي للرئاسة السودانية، عماد سيد أحمد، أن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي تأتي مواصلةً للمساعي الإثيوبية في دفع عملية السلام بين السودان ودولة جنوب السودان ورعايتها للمباحثات التي تستضيفها أديس أبابا، ويتجه ديسالين اليوم إلى دولة جنوب السودان.