تدخل رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسيلين لتسريع تنفيذ اتفاقات التعاون بين دولتي السودان وجنوب السودان الموقعة قبل نحو ثلاثة اشهر، وأجرى محادثات مع الرئيس السوداني عمر البشير في الخرطوم أمس وسينتقل الى جوبا اليوم للقاء الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت. واستقبل البشير الضيف الأثيوبي لدى وصوله إلى المطار وبدا في صحة جيدة عقب خضوعه لجراحة في السعودية أثارت الشكوك حينها في قدرته على ممارسة مهماته، لا سيما أنها تزامنت مع محاولة انقلابية اعلنت السلطات إحباطها الشهر الماضي. وركزت المحادثات بين البشير وديسلين على تقريب مواقف الخرطوموجوبا في شأن القضايا العالقة بعد تعثر المفاوضات بينهما والتي من المقرر استأنافها في 13 كانون الثاني (يناير) المقبل. وأكدت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن زيارة رئيس الوزراء الاثيوبي تأتي في إطار طرح مبادرة جديدة لحسم الملفات محل الخلاف بين البلدين. ومن المنتظر ان يتوجه ديسلين اليوم إلى جوبا لإجراء محادثات مماثلة في شأن المبادرة الاثيوبية مع المسؤولين هناك. وأكد وزير الدولة للخارجية السوداني صلاح ونسي في تصريحات صحافية عقب لقاء البشير وديسيلين أنهما «عرضا العلاقات السياسية والاجتماعية ودور اثيوبيا في استدامة السلام في السودان إبان فترة رئيس الوزراء الراحل ميليس زناوي، كما ناقشا دور القوات الأثيوبية المنتشرة في منطقة ابيي» المتنازع عليها بين دولتي السودان. إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء السوداني السابق زعيم «حزب الأمة» المعارض الصادق المهدي نيته التنحي عن قيادة الحزب الفترة المقبلة بعد تدريب بعض القيادات لتقوم المؤسسات باختيار خليفة له، وأنه سيتفرغ بعدها للأعمال الفكرية والاستثمارية. واحتفل المهدي في مقر اقامته في أم درمان امس بعيد ميلاده السابع والسبعين. وقال إنه سيركز على اختيار خليفته وهو في قمة عطائه. وأضاف أن «هذا هو برنامجي الأهم في الفترة المقبلة وستكون هذه التجربة فريدة في ثقافة الخلافة لأن العادة ألا يفكر فيها الناس إلا إذا ردوا إلى أرذل العمر أو إذا فرضت عليهم». وأشار إلى أنه سيتفرغ بعدها «لمهام فكرية لكتابة السيرة النبوية بعنوان محمد رسول الإنسانية وتفسير للقرآن بعنوان مقاصد التنزيل ومرجع للتنمية البشرية بعنوان التنمية المحيطة إلى جانب العمل الاستثماري لاستغلال فرص الاستثمار المتاحة في السودان وإنشاء مركز لدراسات الحوكمة وإنشاء أكاديمية رياضية إضافة إلى المشاركة في المناشط الدولية وإنشاء البقعة الجديدة بمسجدها ومعاهدها ومكتبتها وأنشطتها النموذجية للتنمية الريفية». ولفت إلى أن «الأوضاع في البلاد تزداد سوءاً، وجبهة المعارضة تتسع»، معلناً تمسكه بإقامة نظام سياسي بديل ودعا إلى «فتح باب الحوار السياسي حتى يحدث الإصلاح». واعتبر أن «اتفاق السلام الشامل فشل في تحقيق السلام والوحدة والتحول الديموقراطي بسبب السياسات الطاردة التي مارستها حكومة الطغيان ورجحت الانفصال على الوحدة»، معلناً سعي حزبه الى «محاصرة الخلاف بين دولتي الشمال والجنوب». وتولى الصادق المهدي منصب رئيس الوزراء في فترتي (1967-1969 و1986-1989) إلى جانب توليه رئاسة «حزب الأمة» منذ العام 1964.