أي قدر ضغط يحتاج إلى (التنسيم) وإلا طاشت الطبخة الساخنة وأحرقت ما حولها، وداخل كل قدر ضغط يوجد حراك من نوع ما، ولاتستطيع أن تحكم عليه -أي الحراك- إلا بعد تحضير الوجبة وتذوّق ما تحتويه من أطايب، أو ربما منغصات غير محسوبة تنتج -غالباً- عند عدم العناية بنسب وتفاعل المقادير داخل القدر الذي يغلي، هناك وقت محدد يحتاجه كل قدر ضغط لاستواء الطبخة ومازاد عن ذلك فهو خطير وغير آمن، وقد يؤدي إلى فساد الطبخة بأكملها. الشيف الماهر له دور مهم جداً في تقرير مصير أي قدر ضغط، فهو الذي يعرف متى ينسم الصمام؟ وكيف يُحافظ على نسبة الهواء الساخن بما ينفع الطبخة وينضجها دون احتراق؟ المشكلة أنه كلما بقيت النار طويلاً تحت القدر كلما زادت احتمالات الانفجار، وعندما يرتفع الغطاء -لشدة الحرارة- فهو لايعود أبداً إلا بعد فوضى عارمة، إنه خطأ توقيت صغير لكنه ماحق ومهلك، ولذلك فالشيف الجيد والمحبوب هو الذي يتعامل مع كل طبخة بما تستحقه من وقت للنضوج، أهم شيء أن يكون التنفيس بحرفية عالية، وأن لايبقى أي قدر ضغط دون صمام وشيف عاقل! حسناً: كل دولة عربية -بشكل أو بآخر- هي عبارة عن قدر ضغط تتفاعل داخله أشياء كثيرة، لاندري هل هي لاذعة أو حراقة أو أنها مجرد أبخرة بلا قيمة حقيقية؟ لكننا رأينا انفجار بعض هذه القدور، وحجم الأضرار التي أحدثتها ولاتزال تحدثها، ونتمنى أن لايأتي الدور على بقية القدور العربية.