أكد رئيس قسم جراحة القلب والصدر والشرايين بجامعة لوفان بروكسيل في بلجيكا الدكتور جبرين الخوري، رائد عمليات إصلاح صمام الأبهر "الأورطي" في العالم، أن حالة من عدم الثقة تنتاب المواطنين العرب حيال جراحات القلب العربية رغم جودتها وأن الجراح العربي يعمل- على حد قوله- بكفاءة عالية تضاهي الغربيين ويمتلك قدرات ذات كفاءة عالية جداً لكن الظروف أحياناً لا تكون مهيأة بالشكل المطلوب أو بالقدر الذي يحتاج إليه الطبيب. واعتبر الخوري في الوقت ذاته أن المملكة هي الأفضل على المستوى الوطن العربي من ناحية وجود الأطباء الأكفاء ورغبتهم الشديدة في التعلم والتدريب، لافتاً إلى أنه من خلال ملاحظاته، فإن أغلبية المرضى السعوديين يطلبون العلاج داخل المملكة، مؤكداً أن الإمكانات في السعودية ممتازة عالمياً. وأعرب الخوري عن استيائه من تقنين بعض الدول العربية إنشاء مراكز متخصصة في طب وجراحة القلب، مبيناً أن إنشاءها يحتاج إلى كوادر وكفاءات طبية إضافة إلى الدعم المادي. وتحدث الدكتور الخوري عن نسب النجاح في عمليات جراحة القلب في الدول العربية، وقال إنها تعد جيدة، ومع ذلك لا يزال المواطن العربي يفضل العلاج في الخارج، وهذا دليل على عدم ثقة المريض بالكفاءات الموجودة في الوطن العربي. وعن نسب الإصابة بالأمراض المزمنة قال: "يقاس تقدم البلد بنسبة الإصابة بالأمراض المزمنة.. فنراها قوية جداً في الدول الفقيرة"، وضرب مثلاً بالحمى الروماتزمية التي تصيب صمامات القلب، وبأمراض الشرايين في الدول العربية التي تكون أكثر، لأن هناك عوامل أخرى تساهم في رفع معدل الإصابة بها، ومنها الأكل غير الصحي والوراثة, وأيضاً قلة ممارسة الرياضة، فكل هذه الأمور تساهم في زيادة نسبة الإصابة بهذا المرض، كما هو موجود في وطننا العربي. جاء ذلك عقب مشاركته في فعاليات المؤتمر العالمي السادس لطب وجراحة القلب، الذي ينظمه بغرفة الشرقية مركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب في الدمام التابع لوزارة الصحة. وتحدث الدكتور الخوري عن تطويره لتقنية إصلاح الصمامات الذي يعد هو رائد جراحتها حالياً بالعالم، وهذه التقنية ابتكرها الطبيب من أصل مصري الدكتور مجدي يعقوب في أحد المستشفيات البريطانية، حيث قام د. الخوري بمتابعة هذه التقنية ودراستها وتطويرها وترتيبها وعمل أنواع لها تصل إلى الأربعة أنواع منذ عام 94- 95م، والتي قامت على إصلاح تنفيس صمام الأبهر، كي لا يعود الدم المضخ من القلب للجسم بطريقة عكسية للقلب، وبالتالي يتسبب في مشاكل صحية للقلب بسبب عطل في الصمام أو ما يعرف بالتنفيس. وبين أن هذه التقنية "تصليح الصمامات" أفضل بكثير من استبداله بالصمام الحيواني ويغنيه عن أدوية السيلان التي كان يستخدمها وتعود بالخطورة على حياة المريض. وأوضح أن هناك نوعين من الصمامات الأول معدني والآخر حيواني، مبيناً أن الصمام المعدني يستخدم أدوية السيلان طوال العمر، وامتناع المريض عن الدواء يؤثر عليها سلباً، وقد يتسبب في الوفاة حيث يموت ما نسبته 30- 40% بعد 15 عاماً، يموتون بعد تركيب الصمام المعدني. أما الصمام الحيواني فيصاب بالتكلس ويحتاج إلى تغيير بعد فترة، وكلما كان العمر أصغر، قل عمر الصمام الحيواني. وأكد جراح القلب العالمي أن حياته في الغرب لم تؤثر على هويته وانتمائه العربيين، متمنياً أن تكون هناك مؤتمرات تناقش مصير الطب في الدول العربية وهموم النظرة المستقبلية للطب، محبذاً فتح المجال للعقول العربية واحتوائها بدلاً من هجرتها.