أكد رئيس قسم جراحة القلب والصدر والشرايين في جامعة لوفان بروكسيلبلجيكا الدكتور جبرين الخوري أن الجراح العربي يعمل بكفاءة عالية تضاهي الغربيين. وبيّن ورائد عمليات إصلاح صمام الأبهر "الأورطي" في العالم، الجمعة 10 ديسمبر 2010، أن حياته في الغرب لم تؤثر على هويته العربية وانتمائه، متمنيا أن تكون هناك مؤتمرات تناقش مصير الطب في الدول العربية وهموم والنظرة المستقبلية للطب، محبذا فتح المجال للعقول العربية واحتوائها بدلا من هجرتها. جاء ذلك عقب مشاركته في فعاليات المؤتمر العالمي السادس لطب وجراحة القلب، والذي ينظمه مركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب في الدمام التابع لوزارة الصحة، وذلك بغرفة الشرقية. وتحدث الدكتور الخوري عن تطويره لتقنية إصلاح الصمامات الذي يعد هو رائد جراحتها حاليا بالعالم، وهذه التقنية ابتكرها الطبيب من أصل مصري الدكتور مجدي يعقوب في أحد المستشفيات البريطانية، حيث قام الدكتور الخوري بمتابعة هذه التقنية ودراستها وتطويرها وترتيبها وعمل أنواع لها تصل إلى 4 أنواع منذ عام 94-95م، والتي قامت على إصلاح تنفيس صمام الأبهر، كي لا يعود الدم المضخ من القلب للجسم بطريقة عكسية للقلب، وبالتالي يتسبب في مشاكل صحية للقلب بسبب عطل في الصمام أو ما يعرف بالتنفيس. وبين أن هذه التقنية "تصليح الصمامات" أفضل بكثير من استبداله بالصمام الحيواني ويغنيه عن أدوية السيلان التي كان يستخدمها وتعود بالخطورة على حياة المريض. وأوضح أن هناك نوعين من الصمامات الأول معدني والآخر حيواني، مبيناً أن الصمام المعدني يستخدم أدوية السيلان طوال العمر، وامتناع المريض عن الدواء يؤثر عليها سلبا، وقد يتسبب بالوفاة حيث يموت ما نسبته 30-40% بعد 15 عاماً، يموتون بعد تركيب الصمام المعدني. أما الصمام الحيواني فيصاب بالتكلس ويحتاج إلى تغيير بعد فترة، وكلما كان العمر اصغر كلما قل عمر الصمام الحيواني. وتحدث الدكتور الخوري عن نسب النجاح في عمليات جراحة القلب في الدول العربية تعد جيدة، مع ذلك لا يزال المواطن العربي يفضل العلاج في الخارج، وهذا دليل على عدم ثقة المريض بالكفاءات الموجودة مستنكراً ذلك. وامتدح تنظيم العمل الطبي في المملكة واعتبره الأفضل على المستوى الوطن العربي من ناحية وجود الأطباء الأكفاء ورغبتهم الشديدة في التعلم والتدريب، إلا أنه ومن ملاحظاته أن أغلبية المرضى السعوديون يطلب العلاج داخل المملكة، مؤكداً أن الإمكانيات في السعودية ممتازة عالمياً. وبيّن أن الطبيب العربي يمتلك قدرات ذات كفاءة عالية جداً ولكن الظروف أحيانا لا تكون مهيأة بالشكل المطلوب أو بالقدر الذي يحتاجه الطبيب. وعن نسب الإصابة بالأمراض المزمنة قال: "يقاس تقدم البلد بنسبة الإصابة بالأمراض المزمنة.. نراها قوية جدا في الدول الفقيرة"، وضرب مثلا بالحمى الروماتزمية الذي تصيب صمامات القلب، وكذلك لأمراض الشرايين في الدول العربية التي تكون أكثر، لان هناك عوامل أخرى تساهم في رفع معدل الإصابة بها، ومنها الأكل غير الصحي والوراثة, وأيضا قلة ممارسة الرياضة كل هذه الأمور تساهم في زيادة نسبة الإصابة بهذا المرض كما هو موجود في وطننا العربي. يؤكد أيضا إلى أهمية دور التوعية ويذكر أن هناك بعض المؤتمرات التي تهتم بهذا الجانب، مطالباً الإعلام بدور أكبر في هذا التوعية ونشر الجديد في هذا المجال من أجل صحة الإنسان الجانب الأكبر من اهتمامها. واستاء من تقنين بعض الدول العربية بشأن إنشاء مراكز متخصصة في طب وجراحة القلب، مبينا أن إنشاءها يحتاج إلى كوادر وكفاءات طبية إضافة إلى الدعم المادي.