هذا العنوان هو عنوان كتاب محمد بن المختار الشنقيطي الصادر عن دار الانتشار العربي في عام 2011م. الكتاب موضوعي ويلتزم بمنهج علمي صارم يستقرئ التاريخ ويحاوره ولايجتره بعلله. يتحدث مؤلفه عن أهمية الوعي التاريخي في قراءة الواقع ودور أحداث الماضي في صوغ حركتنا وفهمنا وتوجهاتنا الآن. يبرهن على أن الجبرية والجمود اللذين نعاني منهما في حاضرنا سببهما عدم مراجعتنا للتاريخ وعدم تروينا ودرسنا ووقوفنا عند كتابات وتوجهات عميقة كتبها بعض المؤلفين من أهل التحقيق والصرامة العلمية من علماء المسلمين في عصورهم المختلفة. ينظر الكاتب إلى عصر الصحابة على أنه عصر التأسيس الذي ساهم وخلق بأحداثه واقع العصور اللاحقة، ولذلك يرى أهمية الوقوف عنده وعدم تجاوز ما شجر بين الصحابة كما يروج لذلك أتباع ابن العربي ومحب الدين الخطيب ومن ماثلهما. يستشهد بابن حجر والذهبي وابن تيمية في كتابه منهاج السنة وغيرهم وآرائهم الواعية ومناقشاتهم العميقة كسابقة إيجابية تفتح المجال لحوار ثري. يشترط المؤلف أصولا منهجية في الحوار والنقاش والتحليل استلها من منهج ابن تيمية تحديدا. منها على سبيل المثال: التثبت في النقل والرواية، استحضار القصور البشري وانتفاء العصمة عن غير الأنبياء، إدراك الطبيعة المركبة للفتن السياسية، أهمية توفر العلم والعدل في الباحث وإيثار المبدأ على الشخص والوحي على التاريخ. الكتاب ممتع وتفاصيله ثرية وهو من المؤلفات التي تستحق الدرس والقراءة.