كل الشواهد تقول إن إيران هي أقوى فك على ساحل الخليج العربي، وإنها تسعى للهيمنة على الخليجيين منذ ثلاثين سنة، لكن هذا الفك دون أسنان لحسن الحظ، ولذلك تشتغل على من حولها بطريقة البلع الآمن والمريح، وتحاول إحداث مزيد من الخلخلة في الصف الواحد، وأخذ الخليجيين فرادى إلى ساحة اللعبة الطائفية التي تجيدها تماماً، ومن ثم تتهم بها الآخرين حينما يشتكون مما تُحدثه في بلادهم من خراب. قبل ثورة سوريا نجحت إيران في تحصين نفسها إعلامياً في كل بلاد الشام ضد كل من يكشف اللعبة ويومئ ولو من بعيد إلى قذارة اللاعبين، ولذلك رأينا مثقفين عرباً/ تجار شنطة وهم يدافعون عنها كما يدافعون عن أوطانهم، ويتهمون كل من يتحدث عنها بسوء بأنه طائفي بغيض وعميل لليهود والأمريكان. بعد رحيل شيطان سوريا ستختلف اللعبة تماماً وستنتقل إيران من سياسة البلع الهادئ إلى المواجهة بالأسنان الحادة، وربما تشاهدون حسن نصر الله وهو يهدد إسرائيل من صعدة، ويدعي أن صواريخه ستصل من هناك إلى قلب تل أبيب! ألم أقل لكم إنها لعبة؟ المأساة أن كل ما يحدث حول الخليجيين من فتن وقلاقل لايعلمهم شيئاً، ولايزيدهم إلا رهقاً في موضوع الاتحاد، أو الفرصة الأخيرة للنجاة كما يقول كثير من العقلاء. أيها الخليجيون: المال لايحمي نفسه ولايمكن الاعتماد على إجراء الحماية إلى آخر العمر. شروط الحامي ليست ثابتة بل متغيرة حسب مصالحه هو، وما لم تعتمدوا على أنفسكم فستواجهون حتماً صفقة مذهلة تضعكم في مواجهة مصير مؤلم. أتمنى فقط أن تحسبوا نسبة السكان الأصليين في بلادكم. كي تعرفوا حجم المأساة!