بغداد أ ف ب تشاركت مجموعة من المثقفين والباحثين العراقيين في كتابة رواية تتعلق بتاريخ المدينة العريقة ، وذلك قبل نحو عام من تنصيب بغداد عاصمة للثقافة العربية . وكشف وكيل وزارة الثقافة فوزي الأتروشي في ندوة الصعوبات التي تواجه مشروع العاصمة العراقية. وبدأت الندوة برعاية وزارة الثقافة العراقية الأحد، وتستمر حتى الثلاثاء، وتنعقد في إحدى قاعات المتحف العراقي التابع لدائرة الفنون التشكيلية في مقر الوزارة والتي شهد محيطها الخميس تفجيراً أسفر عن سقوط ضحايا. وقال الأتروشي في مستهل الندوة التي يشارك فيها باحثون ومختصون في تاريخ مدينة بغداد وموروثها الشعبي والتراثي إن: “مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية يواجه مصاعب ومشاكل مالية بسبب الحلقات الروتينية في الجوانب الإدارية”. وشدد على أن هذا المشروع “يتطلب من الدوائر الثقافية عملاً كبيراً من أجل إنجاح وإنجازه”. ولفت وكيل وزارة الثقافة من دون أن يخوض في تفاصيل أخرى: “نخشى من تلك العراقيل، ومن أن يتعثر المشروع بسببها، أو يتلكأ، وأنا قلق كثيراً على هذا الجانب، بل أحمل هموماً بسببه”. وتابع أن: “الإشكاليات الإدارية لا حصر لها، ولم ينجز حتى الآن 10% من المشروع”. وأقيم على هامش الندوة سمبوزيوم لرسم عدد من اللوحات استوحى الفنانون في مضامينها من معالم بغداد القديمة، وتفاصيل الحياة البغدادية، وعاداتها وتقاليد سكانها. والفنانون الذين شاركوا في “السمبوزيوم”هم أسعد الصغير، ورعد فليح، وحليم قاسم، وخالد جبار، وسوسن فلاح. كذلك أقام مركز إحياء التراث التابع لجامعة بغداد معرضاً للكتب والمؤلفات التي تعنى بتاريخ بغداد على مر العصور، والفترات المختلفة. وقدم عدد من الباحثين والمؤرخين – خلال الندوة – بحوثاً ودراسات تعلقت بالجانب التاريخي والموروث الحياتي والمعرفي لمدينة بغداد، وما تركته من آثار للإنسانية حتى عرفت بأنها أم المدن لدورها التاريخي في نشر المفاهيم المعرفية والإنسانية. وذكر الباحث محمد بشير حسن راضي في بحث حمل عنوان “النشاط الفكري للحاضرة بغداد، أم المدائن” إن المدينة “كانت قاعدة للثقافة في الأندلس مثلما ذكر المؤرخون لما لها من تأثير في المجال الأدبي والعلمي الذي انتقل إلى الأندلس، حتى بات يتشابه معها في العادات والتقاليد”. وتابع بشير: “لقد نافست بغداد قرطبة بفضل شهرتها ودورها في البناء الحياتي”. وتناول الباحث محمد عبد مرزوق في بحث آخر “مساحة مدينة السلام بغداد: بين جديد المستشرقين والموارد العربية”، مشيراً إلى أن “مساحة بغداد المدورة حظيت باهتمامات المستشرقين ودراساتهم بعد أن اختلفت الموارد والمعلومات العربية حول ذلك”. وطالب مرزوق الجهات المعنية “بإنشاء نصب يمثل مدينة السلام المدورة، ويوضع في إحدى الساحات الرئيسية في قلب العاصمة بغداد ليدل على تاريخها ودورها المؤثر في نشر العلوم والأدب والمعرفة”. كذلك قدمت الباحثة نبيلة عبد المنعم داورد بحثاً تاريخياً حول بغداد حمل عنوان “مجالس الخلفاء العلمية في بغداد”. وكان رئيس اللجنة التحضيرية للندوة علاء أبو الحسن ذكر في بداية انطلاق الأعمال التي يشارك فيها 27 باحثاً وباحثة أن “بغداد مركز عظيم من مراكز الإشعاع الحضاري والفكري على مر التاريخ”. وتابع “ما من علم، أو أدب، أو نشاط ثقافي، إلا وكان لبغداد فيه قصب السبق، وأن أعمدة الإبداع تتمنى أن تكون على صلة ببغداد”. العراق | بغداد | عاصمة الثقافة العربية