ثورة الشعوب غير الفارسيّة وتزايد الاهتمام الدولي والإقليمي بمشروعيّة مطالبها في الحق بتقرير المصير تُعد من أبرز الأزمات التي تهدّد الدولة الإيرانيّة في العام المقبل. والإفراط في القمع الوحشي ضد هذه الشعوب سيساهم في سخطها ويجبر العالم على الاستجابة لمطالبها العادلة. ولا شك أن الأزمات الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة المرشّحة لمزيدٍ من التفاقم، تُعد من أبرز التحدّيات للدولة الإيرانيّة. وعمليّة شد الحبل بين تياري «نجاد» و«خامنئي» لا تنتهي مع نهاية فترة رئاسة نجاد الثانية والأخيرة، خاصة وأن البرلمان الإيراني الذي يهيمن عليه تيار «خامنئي» يبدو مصراً على رفض صلاحيّات مرشّحي «نجاد» للانتخابات الرئاسيّة بعد خمسة أشهر، ويأتي صهر «نجاد» ونائبه ومدير مكتبه «رحيم مشائي» في مقدّمة مرشّحيه للرئاسة. وكثيراً ما تتخوّف إيران من تكرار تجربة اضطرابات تزوير الانتخابات الرئاسيّة عام 2009، إلا أن المسرحيّة ستتكررّ مع إصرار «خامنئي» على تنصيب أحد مرشّحيه للرئاسة. وما يساهم في تأجيج الصراع على السلطة مستقبلاً هو مرض أو وفاة «خامنئي» وغياب من ينوبه لتسلّم مقاليد الرجل الأول للسلطة في إيران. وإذا كان تفاقم الأزمة النووية بين إيران وأمريكا يُعد من أبرز الأزمات التي تهدّد إيران، فإن الأخطر من ذلك هو انتصار «الثورة السوريّة» ونهاية «بشار» وتضييق الخناق على ما يسمّى ب«حزب الله» اللبناني وحط هيبة الدولة الإيرانيّة وفضح سياساتها الإرهابيّة وفقدانها مشروعيّتها داخلياً وخارجياً.