تحمّل «خامنئي» مرارة بقاء «نجاد» في الحكم رغم تمرّد الأخير وسعيه لمنافسة نجله الثاني «مُجتبى» في النهب. إلا أن «خامنئي» وجد نفسه مضطراً على بقاء «نجاد» ولكن مع مراقبته من قبل «حداد عادل» حليفه وصهر ابنه، إضافة إلى حاجته ل«نجاد» لتحميله مسؤوليّة الأزمات الاقتصادية. ويدرك «نجاد» ما ينتظره من عقاب لحطّه من هيبة «خامنئي»، ولتفادي المخاطر المرتقبة، وجد في مدير مكتبه وصهره «اسفنديار رحيم مشائي» خير نصير له في حال تولّى الأخير سدّة الرئاسة في الدورة المقبلة. وقدّم «مشائي» استقالته مؤخراً ليعيّنه «نجاد» رئيساً لحركة عدم الانحياز. ورغم نعته بكبير تيّار الانحراف، فإنه تلقّى رسالة تمجيد من قبل «نجاد» وصفه فيها ب«الأمين والنقي والهدية الإلهيّة»! وأكد قادة التيّار على تجاوز «نجاد» ل«خامنئي» الذي أقال «مشائي» من منصبه كنائب للرئيس. ويهيئ «خامنئي» رئيس البرلمان «علي لاريجاني» للدورة الرئاسيّة القادمة، وأوعز للبرلمان بقطع الطريق أمام مرشّح «نجاد» (مشائي) بتغيير قانون الانتخابات الرئاسيّة ووضع شروط يصعب على «مشائي» توفيرها، منها ضرورة نيل المرشح شهادة الماجستير التي لا يمتلكها «مشائي». وعبّر «نجاد» عن استيائه لتغيير القانون الانتخابي، إلا أن الأنباء تؤكد انهماك «مشائي» بإعداد رسالة الماجستير لتوفير شروط الترشّح. ومع إقبالها على مسرحيّة رئاسيّة جديدة، ستشهد إيران مزيداً من الاضطرابات والصراعات الداخليّة العاصفة، إضافة إلى ما ينتظرها من هول فاجعة سقوط «بشار» الذي تدفع باتجاه بقائه حتى تنتهي من محنة الانتخابات.