أنهت زيارة رئيس الوزراء المصري، هشام قنديل، أمس إلى الأردن فتيل أزمة سياسية ناعمة بين القاهرة وعمّان إثر عدم التزام الجانب المصري بتزويد الأردن بالغاز. ويزور العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، مصر خلال الأسبوع المقبل، تلبيةً لدعوة من الرئيس المصري محمد مرسي. وأعلن هشام قنديل من عمّان إعادة ضخ الغاز المصري بواقع 250 مليون قدم مكعب، ما يعني خفض عجز موازنة الدولة الأردنية. وأكد قنديل، الذي التقى العاهل الأردني، وسلَّمه دعوة رسمية من الرئيس المصري لزيارة القاهرة، أنه سيكون هناك لقاء رسمي، قريباً، سيجمع الملك والرئيس لإكمال المفاوضات والتشاور حول العلاقات الثنائية بين البلدين. وتزامن وصول قنديل أمس إلى عمان مع وصول كميات الغاز المتفق عليها بموجب الاتفاقية الموقعة بين البلدين، بواقع 250 مليون قدم مكعب، فيما تراوحت في اليومين الماضيين ما بين 190 إلى 210 ملايين قدم مكعب. بدوره، أكد رئيس الوزراء الأردني، عبدالله النسور، أنه جرى الاتفاق على تفعيل وإعمال اتفاقية الغاز المصرية الأردنية، واحترام الجانب المصري لبنودها. أما بخصوص الورقة الخشنة التي استعملها الأردن ضد الحكومة المصرية وهي ملف تسفير العمالة المصرية المخالفة، البالغة 365 ألف مصري، قال رئيس الوزراء المصري «اتفقنا على وضع أسس لتنظيم العمالة في الأردن بصورة جيدة لتجنب المشكلات». وبموجب الاتفاق أمس بين الحكومتين الأردنية والمصرية، سيمنح الأردن العمالة المصرية المخالفة مهلة ستين يوماً لتصويب أوضاعها. ورغم الأنباء عن أزمة سياسية تحت الرماد بين البلدين، إلا أن قنديل نفى ذلك، وشدد على أن المشكلات تُحلُّ بالتفاهم والحوار، وهو ما فعله الجانبان خلال هذه اللقاءات، بحسبه. وتعليقا على ما تداولته وسائل إعلام أردنية خلال الأسبوعين الماضيين من تخوف أردني من وجود حلف مصري قطري تركي مع الإخوان المسلمين، أشار قنديل إلى عدم وجود تكتلات دولية ومحاور تفرِّق الدول العربية، قائلا «إن مصر محورها عربي إفريقي إسلامي، وهو للتعاون وليس المواجهة». وبشأن وقف ضخ الغاز المصري إلى إسرائيل، نفى قنديل أن يكون السبب سياسيا قائلا: «توجد مشكلات بين الشركتين الإسرائيلية والمصرية، ليست أزمة سياسية».