قال أستاذ اللغة العربية في جامعة أم القرى، الدكتور رياض الخوام، إن الصراع الذي يحدث حالياً بين العامية والفصحى لا يمثل خطراً على اللغة العربية، نظراً لارتباطها بالقرآن الكريم، وبالدين الإسلامي عموماً. في حين حمّل أستاذ النحو والصرف في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور ياسين المحيمد، مدرسي اللغة العربية مسؤولية ترديها نحواً وكتابة لدى الطلاب، بسبب استخدامهم للعامية أثناء التدريس. جاء ذلك خلال ندوة «مكانة اللغة العربية»، التي نظمها نادي مكة الأدبي بالتعاون مع الجمعية العلمية السعودية للغة العربية، وبمناسبة تخصيص منظمة اليونسكو يوماً عالمياً للغة العربية، وأدارها الدكتور عبدالله القرني. وأوضح الخوام أن وضوح منهج وقواعد اللغة العربية ساعد على انتشارها، لافتاً إلى أن ظاهرة الجدال التي تحدث بين علماء اللغة أفادها كثيراً، إذ وفر حالة من المرونة والحوار حول اللغة وقواعدها، كما أنه أرسى أساساً قوياً يمكن البناء عليه بالاجتهاد والبحث العلمي. وأشار الخوام إلى أن اللغة العربية تميزت بالاشتقاق والتوليد اللذين مكناها من مسايرة المستجدات، وتفريع الكلمات بناءً على المستحدث من الأشياء. بدوره، طالب المحيمد بإنشاء مراكز لتقوية الفصحى لدى الطلبة والمدرسين، أسوة بالمراكز العالمية التي تؤسس لهذا الغرض، مشيراً إلى ضرورة التمييز في المجال الأدبي بين الحداثة بمعنى التجديد في المضامين الأدبية، وهو أمر مطلوب ومستحسن، وبين الحداثة، بمعنى هدم قواعد النحو واللغة، وهي مرفوضة جملة وتفصيلاً. ودعا رئيس الجمعية العلمية السعودية للغة العربية، الدكتور أحمد السالم، إلى استثمار القرارات السياسية التي دعمت استخدام الفصحى مثل قرار أمير منطقة المكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، بتغيير جميع الأسماء الأجنبية للمحلات في مكةالمكرمة إلى أسماء عربية، إضافة إلى قرارات أخرى في ذات الاتجاه صدرت من وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة التجارة. وبعد فتح باب المداخلات، طالب الدكتور عبدالعزيز الطلحي بالابتعاد عن الخطاب الوعظي في تقديم مكانة اللغة العربية، مشيراً إلى أن اللغة العربية هي واحدة من ست لغات في الأممالمتحدة، وهي مكانة شغلتها بإمكاناتها الذاتية، وبدون جهد كبير من أهلها. واقترح الدكتور عبدالكريم عوفي في مداخلته إنشاء كرسي للغة العربية في جامعة أم القرى يستفيد منه الجميع، خاصة أن في مكةالمكرمة عدداً كبيراً من المقيمين، ويفد عليها كثير من المعتمرين والحجاج سنوياً.