مسفر علي الشمراني لو تم تعديل الشعار الدعائي لبعض الشركات التجارية ليصبح «أيها العميل نحن لا نثق بك» لكان أكثر واقعية، فالشروط التي تفرضها بعض الشركات وبعض الوكلاء على عملائهم حال قدومهم إليها لشراء سلعة أو الاستفادة من خدمة يقدمونها، لا توحي بأي ثقة. فضلاً عن الشروط الجزائية المفروضة من قِبل تلك الشركات إما برفض تسلم السلعة المعيبة أو رفض صيانتها أو بإطلاق العبارة الشهيرة «السلعة المبيعة لا ترد ولا تستبدل» أو بفرض غرامة استعمال كجملة تجارية لمؤخر صداق لسلعة لم تتح للعميل الاستفادة منها. عند محاولته البحث عن خيار أفضل لتلك السلعة أو عندما يرغب في إنهاء علاقته مع تلك الشركة بسبب ذلك المنتج. وعدم الثقة مبنية دون أدنى شك على عدم ثقتهم في منتجهم الذي يمثلهم، ومن لا يثق في منتجه فمن البديهي أن لا يثق في عملائه. في عالم التجارة بناء الثقة بين البائع والعميل والحرص على تطويرها مهم جداً، وإيجاد خدمة للعميل أكثر مما يتوقع أولوية حتمية في تعزيز هذه العلاقة وتنميتها، وعندما يصل العميل إلى مرحلة الرضا عن المنتج وتعامل الشركة المنتجة أو الوكيل وما يعرف بخدمات ما بعد البيع فإنه يقدم دعاية مجانية لتلك الشركة التي اشترى منها ذلك المنتج، هذه الدعاية التي تتنامى وتزداد ضخامة ككرة الثلج، دعاية جمهورية أفضل مما تقدمها عشرات الدعايات التليفزيونية والإذاعية بعشرات الألوف. بعض الشركات لم يصلهم إلى الآن هذا المفهوم، وربما لم يستطيعوا أن يستوعبوا أن المكسب الحقيقي هو ثقة العملاء. ومع احتدام المنافسة وضراوة التحديات في عالم السوق المفتوح تقف تلك الشركات التي أصيبت بحمى مزمنة في مكانها بعد أن أصيبت بفيروس أخواتها الأخريات التي قضى بعضها نحبه وبعضها الآخر ينتظر، بعد اجتياح طوفان التمحيص ومقصلة البقاء للأفضل.