جدد حزب الاستقلال في المغرب تهديداته للحكومة التي يشارك فيها بست حقائب وزارية بتفجير الائتلاف الحاكم الذي يقوده حزب العدالة والتنمية الإسلامي حال عدم الاستجابة لمطلب إجراء تعديل في التشكيل الوزاري. وقال الأمين العام ل «الاستقلال»، حميد شباط، إن حزبه يزداد قناعة بضرورة إجراء تعديلات حكومية حال رغبة زعيم «العدالة والتنمية»، عبد الإله بن كيران، في الحفاظ على الائتلاف القائم، مشدداً على أن حزبه سيضع يده في يد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية؛ من أجل إحياء الكتلة الديمقراطية التي كانت وراء زعزعة الركود السياسي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، مما أدى إلى ولادة فكرة التناوب الحكومي. وأوضح شباط أن حزبه ينتظر انتهاء «الاشتراكي» من وضع هياكله عقب مؤتمره الأخير للإعلان عن بداية التنسيق من أجل إحياء الكتلة الديمقراطية ووضع برامج مشتركة تعيد الدفء للحياة السياسية، كما أوحى بإمكانية الانضمام إلى المعارضة. وفي رد فعل مباشر على تهديدات شباط، أعلنت قيادة «العدالة والتنمية» أنها لا تخشى انتخابات مبكرة وسابقة لأوانها؛ لأنها تؤمن بشعبيتها ولا تخاف المواجهة. وأشارت قيادة الحزب الاسلامي إلى إيمانها بشرعية الاحتكام إلى صناديق الاقتراع التي منحتها تصدر المشهد السياسي، وخوَّلتها قيادة الحكومة بشكل ديمقراطي. وتوالت الهجمات على حكومة الإسلاميين في الفترة الأخيرة، حيث حذرت عديد من الوجوه السياسية المغربية من انفجار الأوضاع في حال استمرار الاحتقان الاجتماعي، وكثرة الإضرابات التي ارتفعت حدتها مؤخراً.وركز حميد شباط هجومه على الحكومة ووزرائها بمن فيها من وزراء حزبه، منتقداً تضارب قراراتها وتناقض وزرائها، ومعتبراً أنها مازالت لا تعمل كفريق منسجم. وبرر مطالبته بالتعديل الحكومي بجمود الحوار الاجتماعي ووجود احتقان، وأشار إلى أن مطالبته بالتعديل تأتي تنفيذاً لبرنامجه الانتخابي الذي أوصله إلى قيادة حزبه، واصفاً ما يقوم به بأنه نقد ذاتي؛ عملاً بمقولة «الوقاية خير من العلاج».وقال: إن سنة كاملة مرت من عمر الحكومة ولم يشعر الشعب بأي تغيير، متسائلا «أين هي الحكومة؟» واعتبر الأمين العام لحزب الاستقلال أن تواجد حزبه داخل الحكومة هو من أجل الدفاع عن الشعب، وبيَّن أن هذا التواجد يفرض عليه التحاور مع المعارضة.