استبشرنا من تطوير بعض المناهج التعليمية، واختزالها من عدة كتب إلى كتاب واحد، وتخفيف وزن الحقيبة المدرسية من على ظهر الطالب ذي السبعة أعوام من 7 كجم إلى 5 كجم، لكن «يا فرحة ما تمت» على قولة الإخوان المصريين فلم نقتنع باختزال وتطوير المناهج حتى استحدثنا ما يزيد الثقل على ظهر الطالب أو الطالبة بملف الإنجاز فصارت الحقيبة ذات السبعة كيلوجرامات ثلاث حقائب، واحدة للكتب والأدوات المدرسية وأخرى لملفات الإنجاز، وثالثة للوجبة، وتعال لترى كيف يحملها البنات من الابتدائية للثانوية، وكأنهن عواجيز آخر الزمن أو مصابات بروماتزم متقدم، فحقيبة على ظهرها، وأخريان في كل يد حقيبة فلمَ كل هذا؟ وكأن المعلم والمدارس والنظام التعليمي لدينا لم يعجبه أن تكون الحقيبة خفيفة الوزن، سهلة الحركة بها، فأبينا ذلك، وأثقلنا على الطالب أكثر مما كان، فملفات «أقصد دوسيهات» الإنجاز ملأى بالأوراق، وكما نعرف أن وزن الورق ثقيل، فكتب وأدوات مدرسية وأوراق عمل ودوسيهات لجمعها، ولكل مادة لكم أن تتصوروا ماذا كنا، وماذا أصبحنا، وكله بحجة أننا نعالج المشكلة، وعلى قولة القائل «جا يكحلها عماها»، ففي حين توزع بعض الدول أجهزة أيباد على الطلاب اختصارا للمناهج والتعليم والواجبات والتعلم التفاعلي، واستخدام التقنية المتطورة في التعلم والتعليم واختصارا للجهد والطباعة والأوراق والتصحيح واحتمالية ضياع الورق والأقلام والواجبات فالحل الإلكتروني بالتأكيد أكثر دقة ومصداقية وثبوتية وأسهل من الحل الورقي، ونحن لا نزال نبحث كيف نخفف الوزن على الطالب من حزم من الورق وعدد من الحقائب يتحمل رفعها والسير بها كل يوم مرتين ذهابا وإيابا ناهيك عن حالة الاستعراض التي لدى الطالبات في اختيار ماركات الحقائب والشنط وأكياس الحمل، ودخلنا في مصروفات أخرى جديدة غير التي كانت، فماذا عن اللائي لا يستطعن توفيرها؟ وما حال نفسياتهن أمام قريناتهن اللاتي يأتين بأفخم الماركات وأغلاها؟، لقد حاولنا حل مشكلة فدخلنا في مشكلات وأعراض جانبة أكثر خطرا من الحالة السابقة فهل من حل؟