يتكرر في كل عام حديث التربويين وأولياء الأمور عن مشكلات الحقيبة المدرسية، وما تسببه من أضرار نتيجة لوزنها الزائد الذي يفوق قدرة الطلاب والطالبات على تحملها، وما يترتب عليها من آثار على أجساد صغار السن منهم خاصة. لقد حذرت دراسات نشرت في عدد من الصحف المحلية والخليجية حول مخاطر الحقيبة المدرسية المثقلة بالكتب والدفاتر والأدوات المدرسية من أضرارها المباشرة وغير المباشرة على الطالب، كونه كائنا بشريا في طور النمو وإمكاناته وقوة عضلاته محدودة، وأي حمل ثقيل سيعرضه إلى أوجاع جسدية كثيرة، وذلك فإن الوزن المثالي للحقيبة يجب ألا يزيد وهي فارغة على 500 جرام للأطفال، وكيلو جرام واحد للبالغين، وبالتأكيد فإن حقائب طلابنا وطالباتنا تفوق ذلك بكثير ! ويشير أحد الخبراء إلى إن عادة حمل الأثقال اليومية يجعل هذه الحقائب تشكل ضغطا على العضلات وتسبب آلاما في الظهر، وسيصبح الطالب مع الوقت منحنيا إلى الأمام؛ نتيجة لإصابته بما يعرف بالسيفوز Cyphose، ويبقى هذا الوضع مستمرا معه حتى الكبر. كما أنّ هناك علاقة بين الأوجاع العضلية التي يعرفها الصغار وديمومة تلك الأوجاع في مراحل العمر المختلفة، ولذلك فإن 70 % من الأشخاص الذين يعانون أوجاعا عضلية غير مفسرة بإصابات عضوية كانوا يعانون في صغرهم من أوجاع في الظهر والعضلات؛ نتيجة جلوسهم بطريقة غير صحيحة، أو بسبب حملهم لأوزان ثقيلة كالحقيبة المدرسية. وتتطلب هذه المشكلة المتجددة والخطيرة تطبيق حلول فعالة تسهم في الحد من الآثار الصحية والنفسية لأثقال الكتب المدرسية، أو التخفيف منها بقدر الإمكان. ولعل من أهم هذه الحلول الاستغناء عن الكتب الورقية واستبدالها بكتب إلكترونية، وتجهيز البنية التحتية الملائمة التي يمكن من خلالها تطبيق التعليم الإلكتروني بطريقة إيجابية. ويمكن الاستفادة من تجربة بعض المدارس الأهلية بتخصيص جزء من ساعات اليوم الدراسي لحل الواجبات والأنشطة دون الحاجة إلى قيام الطلبة بأخذ الكتب والدفاتر إلى منازلهم. * كلمة أخيرة: هناك حلول ممكنة لكثير من المشكلات، لكنها تحتاج لمن يتخذ القرار ويعلق الجرس! [email protected] Dralharbi1@twitter