حوالي سبعة مليارات ريال صُرفت على طرق منطقة عسير في العقود الثلاثة الماضية، هذا الرقم اللافت يجبرني على تقديم الدعوة الخامسة من دعوات احتفالات الولائم في عسير لوزير النقل. يهمني في المقام الأول أن يقول «تم» ويتكرم بالبرنامج النشامي فقد احتفلوا بوزراء من قبل وسوف يحتفلون بوزير النقل بنفس الرقصات والحنيذ وأقراص البُر. سنعرج بالوزير، على الطرق الرئيسية مثل طريق السودة الذي لم يتغير حاله من أربعين عاماً، وبقية الطرق مهترئة وعقبة الصماء منذ فتحها ابن قطومة وابن ياسين بجهود ذاتية قبل أربعين عاماً كما هي بخطورتها وجثث الناس المتناثرة على جانبي الطريق. سيشمل البرنامج جولة على مشروع مدينة الملك خالد الجامعية وحجم الاختناق المروري الآن قبل انتقال الجامعة ونسأله: كيف نضع مشروعات عملاقة بين طرق مهترئة وقديمة ولا تفي بالغرض؟ وكيف سيكون الحال إذا انتقل أكثر من مائة ألف طالب والكادر الأكاديمي والأجهزة الفنية والإدارية المساندة؟ أتمنى أن يحضر الوزير بسيارة دفع قيمتها من جيبه الخاص لعله يجرب المطبات والحفر والتشققات والثقوب والعيوب في أغلب الطرق الرئيسية والفرعية فلن يحس بمعاناة الناس إلاّ إذا جرب بنفسه.. أما الطرق الزراعية ف»خلوها على الله». المواطنون سيمهدون طريق الوزير لموقع المفطحات حتى لو من جيوبهم الخاصة كعادتهم وسيؤدون الرقصات والنطات التي توارثوها من المطبات.