أنهى المشاركون في الاجتماع الرابع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري مساء أمس، اجتماعاتهم المنعقدة في مراكش المغربية وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث تم الاعتراف بالائتلاف الوطني «ممثلاً شرعياً للشعب السوري وكمظلة تنظيمية تأتلف تحتها أطياف المعارضة السورية». وأعرب المشاركون في الاجتماع، عن استعدادهم لتقديم الدعم السياسي والمالي للائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري. وأعلنت المملكة العربية السعودية عن منح هبة قدرها مائة مليون دولار لفائدة الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، فيما التزمت دول أخرى بتقديم دعم مالي للائتلاف من أجل مساعدة الشعب السوري على تجاوز محنته، بعد مرور 21 شهرا من اندلاع الأزمة. كلمة العاهل المغربي وفي كلمة له للمشاركين في الاجتماع الرابع تلاها وزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس، المجتمع الدولي إلى ضرورة إيجاد حل للأزمة السورية، من خلال تقديم العون للشعب السوري، والضغط من أجل وقف العنف المتزايد في هذا البلد، مشددا على انخراط المغرب في الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق ذلك، وتبني مقاربات جديدة لإيجاد حل سلمي للأزمة، تساعد على الانتقال الديمقراطي السلس. رئيس الائتلاف الوطني السوري وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب في كلمة خلال الاجتماع الوزاري إنه «آن للمجتمع الدولي اتخاذ خطوة حاسمة تجاه النظام السوري»٬ مطالبا في هذا السياق بالاعتراف بالائتلاف كممثل شرعي للشعب وإعطائه الصلاحيات المترتبة عن ذلك٬ وتقديم دعم مالي وصحي وإنساني عاجل للشعب السوري٬ وكذا إنشاء صندوق دعم مفتوح لإعادة إعمار سوريا، مضيفا أن الائتلاف يطالب أيضا، بالاعتراف بحق الشعب السوري، في الدفاع عن نفسه، بكافة الوسائل الممكنة٬ وتسهيل إجراءات تنقل وعمل السوريين في دول العالم٬ إضافة إلى إعداد الملفات اللازمة، لتقديم المسؤولين عن الجرائم المرتكبة، في حق السوريين للمحكمة الجنائية الدولية. وقال إن الائتلاف٬ الذي يرفض أي تدخل للقوات الأجنبية في سوريا٬ يحمل المجتمع الدولي٬ وخاصة روسيا٬ مسؤولية استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي٬ مطالبا كلا من موسكووإيران وحزب الله اللبناني برفع غطاء الدعم عن هذا النظام غير المسبوق في همجيته. وسجل الخطيب «التحرك الإيجابي» للولايات المتحدةالأمريكية تجاه القضية السورية٬ باعترافها بالائتلاف كممثل شرعي وحيد للشعب السوري٬ داعيا في الوقت ذاته٬ واشنطن إلى إعادة النظر في اعتبارها لبعض الجهات التي تقاتل ضد النظام السوري إرهابية. كما طالب إيران بعدم التدخل في الأزمة السورية بتقديم العون للنظام السوري ودعا النظام الإيراني إلى «سحب الخبراء من سوريا»، ودعا الخطيب إلى تجميد أموال النظام السوري وتحويلها لإعمار سوريا. منظمة التعاون الإسلامي وحذر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي٬ أكمل الدين إحسان أوغلي٬ من أن يتطور الوضع المأساوي في سوريا إلى اندلاع حرب أهلية تجرف المزيد من آلاف الضحايا الأبرياء، محذرا من أن تمتد آثار ذلك إلى دول الجوار والمنطقة ككل، وأكد أن الواجب يفرض على الجميع أن يمد يد العون إلى ضحايا العنف على نحو عاجل. وعبر إحسان أوغلي عن الانشغال والألم العميقين لما آل إليه الوضع في سوريا على الرغم من الجهود الجماعية المتواصلة، التي يبذلها المجتمع الدولي لحل هذه الأزمة٬ في ظل المجازر الجارية والقتل العشوائي للمدنيين الأبرياء٬ وفي مقدمتهم الأطفال والنساء٬ والدمار الرهيب الذي يلحق البيوت والبنيات الأساسية. وزير خارجية قطر من جهته، دعا الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري٬ النظام السوري «إلى الرحيل» من أجل تحقيق الانتقال الديمقراطي بسوريا والانتقال إلى مرحلة البناء وإعادة الإعمار. وقال في هذا السياق إنه «لم يعد هناك أي إمكانية للحوار مع نظام فقد شرعيته»٬ داعيا إلى الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة الذي أثبت أنه ممثل حقيقي للشعب السوري وبديل عن النظام السوري والمؤتمن على تدبير السلطة والمرحلة الانتقالية. وأكد أن الواجب الأخلاقي والإنساني «يحتم علينا تقديم الدعم للاجئين السوريين، وكذا تقديم الدعم والمساندة بكل الوسائل المشروعة لكل من يقف في وجه النظام السوري». اعتراف بالائتلاف وشارك في الاجتماع ممثلو 116 دولة، ضمنهم 39 وزيراً للخارجية و17 كاتباً للدولة، و13 منظمة دولية، والأمم المتحدة إلى جانب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، وخمسين عضواً من أعضاء الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة٬ برئاسة أحمد معاذ الخطيب. وبحسب إعلان المؤتمر الرابع الذي حصلت «الشرق» على نسخة منه، فإن المشاركين اعترفوا بائتلاف المعارضة السورية الجديد بوصفه «الممثل الشرعي للشعب السوري»، ودعوا الرئيس بشار الأسد إلى «التنحي»، وقال الإعلان «اعترف المشاركون بالائتلاف الوطني كممثل شرعي للشعب السوري وكمظلة تجتمع تحتها المعارضة السورية، مضيفا «بشار الأسد فقد الشرعية ويجب أن يتنحى جانبا ليسمح بعملية الانتقال السياسي المستدام». تحذير من السلاح الكيماوي كما حذر الإعلان الذي صدر عن الوفود الممثلة لأكثر من 130 دولة وهيئة دولية من بينهم مجموعة دول «أصدقاء سوريا» من أن استخدام نظام الرئيس بشار الأسد للأسلحة الكيماوية أو البيولوجية سيقابل «برد جدي» من قبل المجتمع الدولي. وأعلن المشاركون في مؤتمر مراكش عن إقامة صندوق إغاثة «لدعم الشعب السوري» ودعت الدول والمنظمات إلى تقديم مساهمات إلى الصندوق.