ها هي القصة القصيرة جداً تُغرّدُ بأجنحةِ كُتّابها بعد ما أخذت موقعها في هذا العصر الرقمي وواكَبَت آليته الحديثة رغم قِدَم جذورها، فَقَرَّبَت بين المبدعين والمثقفين حينَ بادر الروائي عبده خال بفكرة تدعم ما سبقه إليها الكاتب «فائق منيف» تحت وسمٍ تزَيَّنَ بِضخّ المواهب الشابة التي تستوعب هذا النوع من القصة المختزلة في حدود السطر والنصف! ثم عرّج على مشروع ال(ق.ق.ج) من خلال نشرها في الصحف بملحق ثقافي مصحوباً بقراءة فنية إلا أنّ أمر الأسماء المستعارة لايُقنِعُ في النصوص الأدبية والإبداعية من وجهة نظري! لأنّ من شأن الكتابة الجيدة وتطور الإبداع القصصي ونضوجه بوعي القاصّ لهذه التجربة أن يكونَ حقيقي الاسم مما يتيح له المسؤولية الجريئة تجاه ما يكتب، إذ كيف نطرح على النقاد نَصّا قصصيا مشبعا بالتجربة المعبرة التي تسهم في التنمية الثقافية باسم مستعار؟! هي دعوة لصانعي الحرف فهم شركاء في الطرح ولن تقل مهمتهم عن الكتّاب والمثقفين بمحاولاتهم المكثفة ماداموا مؤهلين. سبب آخر: في القصة القصيرة جداً من لايُحسِن الاختصار، فهو أحسنُ عند (الله) ممن: يختصر الإحسان! هنا أنا لست كاتبة ولكني أكتب، كما أنّي لستُ قاصَّة ولكن: قُصَّ علَيّ!