بدأ فهد العلي الصالحي، بعد تقاعده «ترميم» المنازل الطينية في عنيزة، فتتحول من منازل طينية متهالكة إلى متاحف ومواقع للزيارات. بدأ في مشروعه الأول بعد أن ظفر بمنزل طيني وسط حقول النخيل في محافظة عنيزة بقيمة تصل ل250 ألف ريال، ليبدأ رحلة تجهيز المتحف وترميم المنزل وشراء القطع التراثية القديمة، ليصل بقيمته إلى أكثر من مليون ريال، مدفوعاً بحب التراث، وعشق الموروثات القديمة. ويقف الصالحي يومياً في متحفه لاستقبال الزوار، مبتدئاً من القهوة القديمة، التي تم تجهيزها على النمط التقليدي القديم، ومن ثم يتجول الزوار داخل غرف المنزل بأسمائها القديمة وأثاثها التقليدي القديم، ويرى الصالحي أن في هذه الأيام من الصعب أن تجد التراث بصورته الأصلية. ويقول عاشق التراث «حاولت مراراً تحويل اهتمامي إلى عمل يُرضي طموحي ويحقق رغباتي، وقد تحقق ذلك بالصدفة عبر شراء منزل طيني متهالك في مزاد علني، تم تحويل المنزل إلى متحف مفتوح خلال خمسة أشهر، وتم تجهيزه للزوار والمهتمين». ويؤكد الصالحي محافظته على الحالة الأصلية للمنزل، الذي يتكون من ثلاثة أدوار مقامة على مساحة 300م، يحوي الدور الأول المجلس الشعبي والقبة والمقلط والحوش، فيما يضم الدور الثاني خمس غرف، ورواشن تحتوي جميعها على أثاث المنزل النجدي القديم، ويعدّ المنزل بمثابة هدية مقدمة منه لزوار محافظته «عنيزة»، لإطلاعهم على التراث الشعبي الأصيل، الذي كان موجوداً قبل ثورة النفط. ويعمل الصالحي حالياً على التوسع، وتحويل العشق لاستثمار من خلال شراء عدد من المنازل الطينية في محافظة عنيزة لتحويلها إلى استثمار خاص في منازل الطين والمتاحف. فيما يرى المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في القصيم الدكتور جاسر الحربش، أن مبادرة الصالحي بإقامة متحف خاص ومفتوح للزوار تعدّ بادرة فردية مهمة في هذا المجال، خصوصاً وهو يحافظ على الطراز العمراني المتمثل في المنزل الذي أعاد تأهيله وتحويله لمتحف، وهي تجربة سيكررها الصالحي عبر استثمار سنعمل على تطويره ودعمه بالسبل كافة. مضيفاً أن السياحة تثري جوانب متعددة، خصوصاً في التجارب الشخصية التي يعمل عليها هو ومحبون لمجال التراث الشعبي ومحبو إعادة تأهيل المواقع الطينية وبث روح الحياة فيها، فهناك تجارب متعددة، وهناك تجارب مميزة ومتعددة في القصيم عبر المتاحف الخاصة، مشيداً بمبادرة المجتمع المحلي ممثلاً بأفراده مثل الصالحي، لتعزيز البُعد الحضاري في المنطقة.