اقرأوا معي هذا الخبر المضحك والمخجل والمؤسف، كل ذلك معاً، عندما نشر الزميل المتألق عبدالله البارقي في هذه الصحيفة يوم 12 ديسمبر تقريراً عن الشؤون الصحية في منطقة عسير، وإدراجها مشروعاً لتطوير مركز التشخيص والولادة في بلدة بارق، بكلفة قدرها 30 مليون ريال، ضمن مشروعاتها التي رفعتها للاعتماد من قبل وزارة الصحة في ميزانية العام 1433/1434ه، بينما ينفي أهالي البلدة وجود المركزعلى أرض الواقع من الأساس. د. عبدالله الوادعي، مدير صحة عسير، قال في رده إنه “يوجد بمركز بارق مركز للرعاية الصحية الأولية، وهو مركز من ضمن المراكز الصحية في منطقة عسير. ومسمى مركز تشخيص وولادة مسمى قديم ولم يعد يعمل بهذا الاسم، وقد أُلغي هذا المسمى في عام 1416ه داخلياً في وزارة الصحة، وكل مراكز الرعاية الصحية في المنطقة تحمل اسم مركز الرعاية الصحية الأولية”. هذا رد متناقض جداً لأنهم، حسب تقرير “الشرق”، رفعوا إلى الوزارة بمسمى التشخيص والولادة! وليس مركز رعاية صحية! “وبعدين 30 مليون ريال لتطوير مركز رعاية أولية بصراحة (أوفر)” إلا إذا كانوا سيجلبون لنا أجهزة وأطباء من كليفلاند كلينك! المشكلة أو المضحك أكثر أنني كتبت عن هذا الموضوع قبل أربع سنوات، حين اكتشف أهل بارق، في عز مطالباتهم لوزارة الصحة بإنشاء مستشفى، أن لديهم مستشفى أو على الأصح “مركز تشخيص وولادة” تصرف ميزانيته سنوياً، كما أن ملاكاته الوظيفية (أي الطاقم الطبي والإداري) مشغولة، ولكن ليس على الواقع بل على الورق! الأهالي قالوا يومها “إننا واثقون بأن هذه المخالفات الإدارية التي ارتكبتها الشؤون الصحية في عسير ووزارة الصحة سوف يحقَّق فيها ويحاسَب المتسببون”، لكن يبدو أن عشمهم في الوزارة (طلع مثل عشم اللي ما يتسماش)، فهل وزير الصحة لم يقرأ ولم يسمع بهذا؟!