كشفت مؤسسات مقدسية عن مخططات إسرائيلية لمعاقبة السلطة الفلسطينية على حصولها على اعتراف الأممالمتحدة بها كدولة غير عضو عبر مضاعفة مشاريع الاستيطان في مدينة القدس، وتسريع خطوات تهويد المنطقة المحيطة بالحرم القدسي. وأعلنت »مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» استعدادات تجريها الحكومة الإسرائيلية للمصادقة على أوسع وأخطر مخطط لتهويد البلدة القديمة بالقدس، وحذّرت من حملة تغييرات على الأبنية والمعالم الإسلامية والمسيحية، واستحداث أبنية جديدة أبرزها توسيع منطقة البراق التي يطلق عليها اليهود «حائط المبكى» بنحو 600 متر. وقال خبير المخطوطات الفلسطيني والمدير العام لجمعية الدراسات العربية في القدسالمحتلة خليل التفكجي ل»الشرق» إن الحكومة الإسرائيلية قررت أن تخرج القدس بشقيها الغربي والشرقي من أي مفاوضات قادمة عبر تحويلها لمدينة يهودية، ليصبح اعتراف العالم بأن القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية مجرد حبر على ورق. وانتقد التفكجي الموقف الدولي المتساهل مع الاستيطان في القدس معتبرا أن مجرد الاستنكار لم يعد يجدي، مضيفا: «الاتحاد الأوروبي يرفض ويدين الاستيطان وهذه مجرد عبارة لا ترقي إلى حد الأفعال لأن الأفعال يجب أن تكون جهود حقيقة لوقفه والإعلان بشكل رسمي أنه غير شرعي ويصل حد الجرائم». وأكد التفكجي أن حصول الفلسطينيين على صفة أممية لا يعني شيئا لمدينة القدس إذا ظل مجرد حبر على ورق، معللا ذلك بأن الأهم هو الواقع على الأرض الذي لا يتوقف عن التغير يوميا في ظل ورقة الضمان الأمريكية التي جاءت في إبريل 2004، وتعهدت فيها الولاياتالمتحدة لإسرائيل بأن»الحقائق على الأرض ستؤخذ بعين الاعتبار في المرحلة النهائية»، مشيرا إلى أن الجانب الإسرائيلي يفهم ذلك ويعمل على تنفيذ برنامجه ويقيم البؤر الاستيطانية والكنس اليهودية داخل الأحياء الفلسطينية في القدس ويعمل على إعادة تشكيل وصبغ البلد القديمة بالطابع اليهودي.