حذر سياسيون وخبراء فلسطينيون من وصول المخطط الإسرائيلي لتهويد مدينة القدس وتغيير طابعها العربي إلى مراحل الحسم، وذلك في أعقاب إقرار الحكومة الإسرائيلية، بناء حي استيطاني جديد على أراضي قرية «صور باهر» الفلسطينية بمدينة القدسالمحتلة يضم 180 وحدة سكنية خصصتها لعناصر متقاعدين من الشرطة والجيش الإسرائيلي. و قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف ل»الشرق»: إن القرار الأخير يأتي بعد قيام الحكومة الإسرائيلية بشرعنة الاستيطان، معتبرا أن أي بؤرة استيطانية في القدس حتى ولو كانت بيتا واحدا تعني نواة لمستوطنة كبيرة، وبالتالي إضفاء مزيد من الطابع اليهودي على ما تبقى من الأحياء العربية في القدس. وربط أبو يوسف بين إحباط الولاياتالمتحدةالأمريكية لكل جهود السلطة الفلسطينية في الحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، وبين إعطائها الضوء الأخضر لإعادة رسم ملامح القدس لتصبح بعيدة كل البعد عن طابعها العربي، وبالتالي يسهل تدعيم موقف إسرائيل من أن القدس هي عاصمتها، وليست عاصمة لفلسطين.من جانبه يرى خبير المخطوطات الفلسطيني والمدير العام لجمعية الدراسات العربية بالقدسالمحتلة خليل التفكجي أن هذه القرارات تأتي في سياق مخطط خطير لدى الحكومة الإسرائيلية تسعى من خلاله لإعادة صياغة تاريخ المدينة المقدسة بناء على أن فكرة « أن القدس ليست المدينة الموجودة الآن على الأرض ولكن ما سوف يراها العالم مستقبلاً». وأوضح التفكجي ل»الشرق»: أنه ولأول مرة في التاريخ تصدر قرارات من أعلى مستويات سياسية في إسرائيل وبشكل مكتوب من وزارة الداخلية الإسرائيلية بأن القدس العاصمة الأبدية والقلب للشعب اليهودي، وتخضع للحكم الإسرائيلي، مستعيناً باعتراف نتنياهو بمشروع ما يسمى «القدس الكبرى» معتبراً إياها تطبيقا عمليا لأعلى المستويات السياسية اتجاه مدينة القدس»، مشيرا إلى أن الجانب الإسرائيلي يستخدم سياسة الأمر الواقع بمساندة ورقة الضمان الأمريكية التي تؤيد المخطط. ولفت التفكجي إلى أن إسرائيل استغلت الوضع الداخلي الفلسطيني والانقسام، وانشغال العرب في مشاكلهم التي خلفها الربيع العربي، وانشغال الولاياتالمتحدةالأمريكية بالانتخابات لتنفيذ مخططها، منوها أن المطلوب أفعال حقيقية على الأرض لنصرة القدس، وليس مجرد التنديد والإدانة.