هذه قصتي التي سأروي جزءا من تفاصيلها عل المسؤول بعد قراءتها يكمل ماتبقى من أجزائها ليداوي انحرافا تعانيه بيئتنا الرياضية، وما سأذكره لكم أحبتي في هذه الزاوية ليس ضربا من الخيال ولا نسجا من قصص ألف ليلة وليلة ففي هذا اليوم وبعد أن تبعثرت في دواخلي حلول كثيرة لتطور كرتنا من أفواه المحللين وديوانيات القنوات ومقالات الكتاب خرجت من كل ذلك ووصلت بي الأقدار إلى ملعب صغير لايكاد يحتمل ثمانية لاعبين لكل فريق بجوار منزلي فاستوقفت سيارتي وبقيت أشاهد أولئك الفتية بعين المتعب الذي أثقله الحنين لعودة ماض جميل كان ولازال محفورا في ذاكرتي من خلال هولاء اللاعبين الذين لايتجاوز عمر أكبرهم سن الخامسة عشرة وبقيت أتابعهم بشغف وهم يمارسون كرة القدم ويشهد الله أنني ذهلت مما شاهدت فقد رأيت مالم يخطر على بالي حيث كان هناك لاعبون مميزون للغاية بمهارات عالية في الكونترول والتصويب واللياقة البدنية والحماس العالي فقد شد انتباهي لاعبان مميزان ووددت لو أن بإمكاني نقلهما إلى الأندية ، استمرت متابعتي لهم وحرصت على أن أزودهم بكرة أخرى كانت معي لخسارتهم كرتهم المتهالكة وبنهاية تلك الدقائق معهم التي مرت مرور البرق حرصت أن أسأل أحدهم بعد أن شعروا جميعا بوجودي ومتابعتي لهم فسألته هل جربت حظك بالانضمام لأحد الأندية فقال والحسرة بادية على وجهه (أتمنى) وذكر لي أنه ليس هناك من يأخذ بيده والاهتمام يكاد يكون مفقودا وخصوصا في المدرسة وهي ما أوقدت شرارة الحماس لدي، حيث سألته عن دور النشاط الرياضي المدرسي ومايجدونه هناك إلا أن الإجابات كانت مليئة بالحسرة ، لا اهتمام لا تطوير لا رعاية لهولاء النجوم الذين أجزم أن فرص تميزهم ستزداد لو كانت هناك لجان متخصصة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لترعاهم وتوفر لهم كافة المقومات الكفيلة بنجاحهم، فغياب الرياضة المدرسية هو سبب جوهري لغياب تلك الطاقات المتفجرة التي تختبئ بين الأزقة وبالملاعب الترابية المتهالكة إن صح التعبير . من هنا أيقنت أن الرياضة المدرسية هي (الأساس) وهي اللبنة الأولى لعودة رياضة الوطن إلى الواجهة من جديد، فيا سيدي المسؤول إن كنت تسمعني أو تقرأ أحرفي لملم أوراقك واتجه ببوصلتك إلى المدارس فوالله لن تندم وستصل عاجلا أم آجلا إلى قمة الهرم الذي طالما حلمنا به نحن الرياضيين بشتى أطيافنا وميولنا، فرياضتنا لاتحتمل الانحراف الذي جاء به عصر الاحتراف.