ظل أسطورة الملاعب السعودية الآسيوية السابق سامي الجابر الشغل الشاغل لجماهير ناديه وأنصار الاندية الاخرى والاعلام في مختلف انتماءاته ووسائله، واصبح يشكل في كل وقت محاور نقاش لاتنتهي، وهناك من يرفع سيف الدفاع عنه عطفا على انجازاته التي لم يحققها اي لاعب سعودي وربما خليجي، وآخرون يحاولون التقليل من قيمته كنجم سعودي واسيوي اسطوري اختصر الزمن بذكائه ودهائه وقدرته على الاستفادة لاعبا واداريا وقريبا من النواحي الفنية التي اظهر من خلالها براعته ممارسة وتحليلا، وبالأمس جدد هذا "الأسطورة الآسيوية" النقاش حوله بين مؤيد ومعارض، بينما هو يهرول واثق الخطوة لرسم مستقبله وتحديد هدفه وكأنه ينظر لمن يهاجمه من الاعلى بينما من ينال منه يقبع بالاسفل دون ان يقترب منه الا بالكلام ونفث سموم الحقد والغيرة من انجازاته المتلاحقة مع الهلال والمنتخب التي ابهرت كل متابع ومنصف بيما فيهم الاتحاد الدولي الذي صنفه ضمن أبرز هدافي كأس العالم. سامي كسر حاجز الخوف.. وكشف التعاطي الإعلامي المخجل مع تجربته! وكشف ذهابه الى فرنسا للاتفاق مع اوكسير والعمل ضمن جهازه الفني بغض النظر النجاح من عدمه الوجه القبيح للتعاطي الاعلامي الذي يريد للرموز والاساطير الذين لاينتمون لفريقهم العيش وسط دائرة الفشل وضياع الهوية والغياب الاعلامي وعدم منحهم أي اهمية اسوة بلاعبين لايحضرون الا عبر برامج معينة وزوايا كتاب يحاولون نفض غبار النسيان عنهم، بينما مثل (هذا الاعلام) في مختلف وسائل المنتمين اليه يلوك الجابر ليل لنهار وكأنه لاشغل له الا هذا الرمز الرياضي الذي حقق من النجاحات والتألق والانجازات مالم يحققه اي مهاجم ولاعب سعودي، فضلا عن التميز الاداري الذي تحدث عنه الكثير وقدرته على التحليل الفني بدليل سباق القنوات الرياضية عليه، وهذا التعاطي يؤكد ان هناك اعلاما لايمكن له ان يتطور ويرتقي الى المكانة التي تمكنه من التمييز ونزع قبعة التعصب عن رأسه وبالتالي عدم الانصاف لأي لاعب لايتفق وميوله، كما انه يؤكد ان هناك جماهير لايمكن لها ان تفهم ماهو الاحتراف حتى في مجال التدريب وحالها يشبه احوال انديتها المتعثرة التي تشبه وضع الاسهم على الرغم انه من الممكن ان ينجح الجابر في فرنسا او السعودية او اي مكان اخر اذا ما ارتقى بفهمه واحتك بمدربين كبار وكرس وقته وجهده لاستيعاب ما هو جديد في هذا العلم الصعب الذي لا يتقنه الا من رزقه الله الموهبة والذكاء والرغبة والحماس وسامي لديه هذه الصفات فضلا عن أن التدريب اصبح مهنة لمن يجيد فنونه. مغامرة محمودة حتى لو لم ينجح في فرنسا فيكفي انه اول مدرب سعودي يكسر حاجز الخوف ويتجه الى بلد اوروبي وناد معروف لايمكن له ان يجازف ويجامل من اجل عيون الجابر او السعوديين لولا ان مسيريه لمسوا امكانية نجاح النجم السعودي الكبير معهم، ويحسب ل"أسطورة اسيا الحقيقي" انه لم يركن فقط للرغبة بالتدريب المحلي وان يكون دوره مقتصرا على تدريب البراعم او العمل بالاكاديميات والفئات السنية الاخرى والبقاء "مدرب طوارئ"، انما اعتلى بطموحه الى مرتبة اصابت الكثير في مقتل وجعلتهم يصابون بهستيريا لم يفق منها البعض حتى الان، وقبوله خوض التجربة ضمن الجهاز الفني لنادي اوكسير يؤكد ان طموحه مختلف وانه يريد ان يتعلم وان يتدرج وما يتلائم والمؤهلات التدريبية التي يحملها، والوحيد الذي بارك الخطوة هو رئيس ادارة المنتخبات السعودي محمد المسحل الذي يدرك ان التجارب والوصول الى قمة النجاح لايتحقق الا من خلال المغامرات وطرد الخوف والتطلع دائما الى مستقبل افضل. تصوروا هناك من لا يعترف بنجومية الجابر لاعبا واداريا وحتى مدربا ورمزا رياضيا ومع هذا لايزال يلاحقه في حركاته وسكناته وتواجده في الداخل او ذهابه الى الخارج، لم نعهد حضور اشباه النجوم عبر الاعلام وعلى الألسنة في كل وقت لولا ان الجابر نجم غير عادي ورمز رياضي كبير، ومع هذا فهم يعترفون من جهة من حيث اشغاله لهم، وعدم الاعتراف بقيمته من حيث النيل منه وهنا قمة التناقض. نكرر انه من الممكن ان ينجح او يخفق الجابر في تجربته الجديدة ووضعه لنفسه اول مدرب سعودي يعمل في نادٍ أوروبي وهذا امر طبيعي بدليل ان هناك مدربين عمالقة في اوروبا وامريكا الجنوبية يأتون هنا ولايحالفهم التوفيق وتلغى عقودهم، ولكن لماذا هذه الحساسية من تدريب الجابر في فرنسا؟ لماذا هذا التعاطي الاعلامي المخجل الذي يكشف حقد الكثير وعدم أمانيهم بنجاح اي رياضي في الداخل والخارج؟ إذا كان اي شخص من الهلال او الاتحاد او الاتفاق او النصر او الاهلي او اي ناد اخر نضع في طريقه العراقيل وهو يملك ادوات النجاح ونشكك في العروض التي تصل والمهام التي من الممكن ان يؤديها فنحن بهذه الطريقة نقود الى الرياضة الى "حقبة المنتخب الرمزي" يومها كانت كرتنا الخضراء تخسر بأرقام قياسية من الاهداف. كشفت لنا تجربة الجابر الجديدة ان هناك مذيعا اعتاد على التهكم ولم ينجح الا في هذا الاسلوب، ومشجعا متوترا ومحتقنا من اوضاع فريقه ونجاح الاندية الاخرى واعلاميا كاد يغمى عليه ووسطا رياضيا اعتاد على التشكيك، لماذا؟.. لأننا اعتدنا الفشل اكثر من النجاح والكلام اكثر من العمل، والسخرية اكثر من الجدية، والتشكيك اكثر من ان نؤمن بقدرات المميزين والمبدعين، ونظن ان الجابر يقف على رأس هولاء المبدعين ومن يدري اذا ما نجح في فرنسا فقد يظهر لنا غيره من المدربين واللاعبين الذين يذهبون لخوض التجارب بالخارج وتكون مغادرة الجابر الى فرنسا فاتحة خير على رياضتنا في تميزها خارجيا! ختاما المصيبة لدى البعض خصوصا الذين شككوا بالتجربة ليس اخفاق الجابر مع اوكسير فيما لو حدث، انما لو نجح ماذا سيفعلون؟ حتما سيتوارون عن الانظار كالعادة ما لم ينسبوها للحظ دون اي اعتراف بموهبة هذه "الاسطورة" والرمز الرياضي!.