«البشت» رداء يلبسه الخليجيون وهم أكثر الشعوب الشرقية تمرسا في ارتدائه. يوضع على الكتفين، ذو أكمام واسعة، مفتوح من الأمام وفضفاض، اليد الشمال عادة ما تدخل في الكم الواسع، بينما اليمنى حرة طليقة، وهناك تشابه كبير بين ألوان «البشوت» وألوان الخيل أو الجمال، وقد يعود ذلك إلى أنها كانت تنسج من أصوافها قديما، ويلبس في المناسبات العامة وليس في كل الأحوال فهو جلباب احتفالي، أول مرة أرتدي «بشتا» في حياتي كان ليلة زواجي، وقد شكل لي عبئا وهمّاً قد يفوق هم العرس، ولم أصدق أنني ألقيته عن ظهري إلى غير رجعة بمجرد أن أغلقت باب شقتي بعد عودتي من حفلة الزواج، ثم أعرته لأحد أقاربي فيما بعد ولم يعد من ساعتها إلى الآن، وقد علمت فيما بعد أن قريبي أعاره بدوره إلى قريب لنا على سبيل «يجود علينا الخيرون بمالهم… ونحن بمال الخيرين نجود». أما من يجيد لبس هذا الرداء التقليدي في الخليج بشكل عام، فهم أربعة طوائف من الناس: المسؤولون الكبار، ورجال الأعمال، ومشايخ الدين ومشايخ القبائل، وعادة ما يصاحب «البشت» أغلى أنواع البخور، ويمسح به كذلك أفضل الأنواع من دهن العود المعتق، وفي القاعة التي تحتشد فيها «البشوت» تجتمع رائحتا الهيل والعود وتفوح من المكان. بقي أن أذكر شيئا من فوائد «البشوت» التي يعدها البعض عيبا، وهو أنه يستر الجسم فيخفي ترهلات اللحم والدوائر والقبب والكروش، بعكس اللبس الإفرنجي الذي يطبق مبدأ الشفافية.