د. أحمد الضبيب طالب عدد من المثقفين بتنصيب الدكتور أحمد الضبيب رئيساً لمجمع اللغة العربية في المملكة العربية السعودية، المتأمل إنشاؤه قريباً. واقترحوا تشكيل لجنة تبحث مع الرئيس الفخري لمؤسسة حمد الجاسر الثقافيه، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، خطوات تأسيس المجمع. جاء ذلك خلال ندوة أقامها مركز حمد الجاسر الثقافي أمس في مقر الخميسية بالرياض عن الدكتور أحمد الضبيب، شارك فيها الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، والدكتور ناصر الدين الأسد، وأدارها الدكتور أبو أوس الشمسان. وأعلن المركز عن نيته طبع كتاب «اللغة العربية في عصر العولمة» للضبيب، الذي فاز مؤخراً بشخصية العام. وفي حديثه، عرض الشيبلي بعضاً من كتابات سابقة وحوارات للضبيب، مشدداً على دقة تشخيص الضبيب لواقع تدريس اللغة العربية، وقال «نحن أخفقنا في تأسيس فلسفة اللغة، حيث ركزنا على حشد أكبر كمية من القواعد في عقول أبنائنا»، مستشهداً بقول ابن حزم حين وصف النحو بالملح «ونحن اهتمينا بالملح فافسدنا الطعام». واستعرض الشبيلي اقتراحات الضبيب ليتم تفعيل اللغة الفصحى من جديد وتأخذ مكانتها في المشروع النهضوي، وأهمها بث الوعي بين الناس بأهمية الفصحى وإحيائها بين الكتّاب والمحدثين؛ وإصدار القرارات السياسية الضرورية التي تحفظ للغة مكانتها في المجتمع وتجعلها فاعلة فيه، ثم توجيه الاهتمام نحو الدراسات المنظمة والمستوعبة والمنهجية لدراسة واقع اللغة العربية ومعرفة المزاج اللغوي العربي المعاصر، واستخلاص القواعد التي تخدم الاستعمالات الفصحى المعاصرة. وأوضح أن الضبيب يضع مسؤولية كبرى على الإعلام العربي بمستوياته وأجهزته ومسؤوليه ويطالبه بتعزيز مكانة اللغة الفصحى في النفوس، كونها لغة المستقبل، وبإفساح مزيد من الوقت للفصحى وتقديمها في ثوب قشيب يغري على متابعتها، ورصد الأموال للترويج إعلامياً لها، والتعريف بها، بإصدار التشريعات والأنظمة التي تحميها وتصونها من مزاحمة اللغات الأجنبية لها. وأشاد الدكتور ناصر الدين الأسد بدور الضبيب في خدمة اللغة العربية والدفاع عنها، مناشداً الجهات المختصة بإقامة مجمع للغة العربية يرأسه الضبيب، مشيراً إلى أنه قرر التوقف عن إلقاء المحاضرات وكتابة المقالات حول اللغة العربية في عصر العولمة، بعد قراءته لكتب الضبيب. وأكد الأسد أنه أحال طلبة الدكتوراه لكتاب الضبيب، حيث اضطر لتصوير نسخ للكتاب، لعدم توافره بسبب ما وصفه «التباعد الثقافي والفكري بين العرب». من جانبه، أشار الضبيب خلال الندوة إلى أن الأمل لا يزال قوياً بأن تعود الروح للغة العربية، مؤكداً أن الانبهار باللغة الإنجليزية لابد أن ينحسر كما انحسر في بلاد كثيرة. وقال معن الجاسر «عندما توفي والدي وقعت في مأزق، فأنا متخصص في الإدارة، ولا علاقه لي بالأدب واللغة، لكني وفقت بمجموعة حملت رسالة والدي وأزالت العبء والهم عني»، مشيراً إلى أن الضبيب كان في مقدمة هؤلاء.