ليلى نجم تتحدث للزميل يوسف الكهفي. (تصوير: حسن المباركي) الرياض – يوسف الكهفي كشف رئيس إدارة الصحة والشؤون الإنسانية في الجامعة العربية، الدكتورة الوزير المفوض ليلى نجم، رفض وزارة الصحة الأردنية دخول الأدوية القادمة من الخارج إلى اللاجئين السوريين في الأردن، واشتراطها شراءها من السوق المحلي. وأوضحت ليلى نجم، في تصريحات ل «الشرق»، أنها سألت وزير الصحة الأردني عن سبب عدم إدخال أدويةٍ إلى اللاجئين، وما تستغرقه إجراءات تمرير التبرعات الخارجية لهم من وقت طويل، فأفاد أن السوق الأردني له سمعته في الوطن العربي، وأن أي جهة تريد تقديم دعم طبي، سواءً أدوية أو أجهزة، فعليها أن تشتريها من السوق المحلي. وعن التبرعات المالية من الدول، خصوصاً العربية، أشارت نجم، إلى وصولها، لكنها ذكرت أنها لا تكفي لأن عدد اللاجئين في الأردن تجاوز ثمانين ألفاً، دون حساب مَن لجأوا إلى المدن والقرى الأردنية. وكشفت أن هناك لاجئين سوريين في مخيم الزعتري في الأردن مصابون بفيروس نقص المناعة «الإيدز». وبيّنت أن وزير الصحة الأردني، الدكتور عبداللطيف وريكات، ذكر لها أن الأردن اكتشف أن عدداً من اللاجئين السوريين مصاب بالإيدز، ونبّهت إلى قلق الحكومة الأردنية من ذلك، لأن الأردن كان خالياً من هذا الفيروس حسب تأكيد الوزير، الذي أوضح لها أنه يخشى انتشاره داخل المدن والقرى حال تسلل أحد اللاجئين إلى خارج المخيم، أو دخول شخص إليه وخروجه حاملا الفيروس، ما سيشكل عبئاً إضافياً على القطاع الصحي الأردني. واعتبرت نجم، أن خصوصية مجتمع المخيمات، وما يضمه من نساء وشباب، تفرض ضرورة الاهتمام بالرعاية الصحية فيه، بما يفوق أي مجتمع آخر. وأوضحت أن بعض اللاجئين من الطلاب لا يستطيع مواصلة دراسته بسبب الجوع الذي يفقده التركيز، وانتشار الأمراض المُعدية نتيجة التكدس. ووصفت نجم، أوضاع اللاجئين في «الزعتري» ب «السيئة للغاية»، وقالت إنهم في حاجة ماسة للدعم المادي «فيما تعاني المنظمات الدولية العاملة داخل المخيم من نقص التمويل»، حسب تأكيدها. وأضافت «نسعى حالياً إلى إيجاد مخيم تكون ظروفه البيئية أفضل من الزعتري فمناخه صحراوي، وبرده قارص». وأكدت نجم، أن ما تم تقديمه من مساعدات من وزراء الصحة العرب في شهر مارس الماضي تزامن مع بدء افتتاح المخيم، فلم يمثل تقديراً دقيقاً لحجم المساعدات. وتابعت «قمنا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في أبريل الماضي بتقديم دعم صحي قيمته 425 ألف دولار للاجئين»، منوِّهةً إلى ما يقدمه المستشفى الميداني السعودي من خدمات عالية، وكذلك مستشفيات دول خليجية وعربية أخرى. وبيّنت نجم، أن الجامعة العربية تسعى إلى زيارة مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا والعراق «لكن ظروفا حالت دون ذلك، ونحن نستعد الآن لاستكمال باقي الزيارات الميدانية»، حسب قولها. وأفصحت نجم، أن تركيا، التي لم تطلب مساعدة طوال فترة استضافتها اللاجئين السوريين، بدأت تشكو خلال الشهرين الأخيرين من العبء الملقى عليها، ما دفعها للتعاون مع المفوضية السامية لإغاثة اللاجئين، ومكتب الأممالمتحدة المعني بالشؤون الإنسانية لطلب مساعدة من المنظمات الدولية، لأن أعداد اللاجئين لديها تتزايد يومياً، وأكملت: «نحن لا نستطيع إغفال حجم العبء الذي تعاني منه الدول المستضيفة للاجئين».