استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية -قبل سنتين- المهندس محمد السويكت -وكيل وزارة النقل المساعد- بمناسبة تعيينه مشرفا عاما على إدارة الطرق والنقل في المنطقة الشرقية، ومنذ ذلك اللقاء ارتبط اسمه بآمال السالكين لطرق المنطقة، ولا يكاد يمر يوم إلا ويذكر اسمه عبر إحدى وسائل الإعلام المختلفة، وأثناء تقديمه -مؤخرا- تقريراً لسمو الأمير محمد بن فهد حث سموه الجهات المعنية بإزالة جميع المعوقات التي تعترض إنجاز مشروعات الطرق بما يسهم في راحة المواطنين، وتسهيل انسيابية الحركة المرورية، وتقديم أفضل الخدمات باعتبار حيويتها الصناعية والتجارية واتساع رقعتها الجغرافية، وارتباطها بعدد من الدول الشقيقة بطرق دولية ذات حركة مرورية عالية الكثافة. يشبهون الطرق بالشرايين لوجود علاقة الانسياب بينهما، فالشريان يضيق بسبب ما يعتريه من آفات وأضرار فيتعثر انسياب الدم من خلاله لأنحاء الجسم، ويصبح الطريق خطرا كبيرا على سالكيه بما يعتريه من مشكلات إنشائية وتحويلات وحفر وتشققات، ولا شك أن الطرق من أهم البنى التحتية التي تساهم في حفظ حياة سالكيها، ويجب أن تنشأ وفقا للمعايير العالمية باعتبارها شرايين وأوردة تنساب من خلالها الحركة العامة في كل الأنحاء دون أخطار، ويدعمها نظام مروري دقيق وصارم يشكل الوعي العام لتلك الحركة، ويضبطها بإيقاع متناغم يحفظ الأرواح والممتلكات. افتتح م. السويكت معرض وملتقى “ترانستيك 2012 ” في الظهران قبل أسبوعين الذي شاركت فيه كثير من الدول لأهميته، وهو ما يؤكد أن شبكة الطرق وخدمات النقل رافد قوي من روافد التنمية والاستثمار، وباتت اليوم صناعة جاذبة للاستثمار، ولا شك أن طرق المنطقة الشرقية لاتزال في حاجة كبيرة للعناية والاهتمام -رغم ما بذل فيها من أموال خلال العقود الثلاثة الماضية- ففيها المشروعات المتعثرة التي لم يخفها السويكت يوما بل كان صريحا في الإشارة إليها بأقواله الكثيرة، فهو يعترف بكثير من المشكلات والعقبات التي تعترض سبيل إكمال كثير منها، وقد أشار ذات مرة إلى سلبية أمانة المنطقة الشرقية، ولايزال متواصلا مع الإعلام ومتنقلا بين مدن المنطقة ومحافظاتها معرضا نفسه كغيره من سالكي تلك الطرق لأخطارها الكبيرة بسبب ما تعانيه من عيوب وتحويلات في بعض المواقع لا يراعي فيها المقاولون سبل السلامة العامة بأبسط صورها، وقد نجا في أوائل العام الماضي من حادث مروري كاد يودي بحياته وحياة مرافقه أثناء جولة له للوقوف على أحد المشروعات، ويذكرنا ذلك بالحادث الذي تعرض له قبل سنوات معالي الدكتور جبارة الصريصري وزير النقل. إن المسؤولية الملقاة على عاتق المهندس السويكت كبيرة؛ إذ جاء تكليفه بعد زيارة وزير النقل للمنطقة مما يؤكد اهتماماً أكيداً ببذل الجهود للانتهاء من المشروعات في هذه المنطقة، ولكن العوائق لاتزال كبيرة أمام ذلك الهدف المنشود بسبب إشكاليات كبيرة في نزع الملكيات كما هي الحال في طريق الدمام الدائري، وطريق الملك فيصل الساحلي، وطريق أبو معن وأم الساهك في محافظة القطيف، إضافة إلى بعض أنابيب البترول الخاصة بشركة أرامكو، وأعمدة شركة الكهرباء، وسحب عدد من المشروعات المتعثرة من المقاولين غير المؤهلين الأمر الذي سيعيد تلك المشروعات إلى سلسلة إجراءات جديدة تستغرق وقتا طويلا. إن وقتا طويلا سيأخذه إنشاء كثير من الجسور للتقليل من التقاطعات الخطرة، وكذلك الحال عند صيانة أو إعادة إنشاء الطرق المنفذة بصورة سيئة كالطريق الرابط بين السفانية وقاعدة الملك خالد العسكرية؛ حيث بات السفر من خلاله مخاطرة كبيرة؛ لما يعانيه من تشققات كبيرة وحفر خطيرة إضافة إلى ضيقه الشديد عدا نقص العلامات الإرشادية عند التقاطعات الكثيرة وسفن الصحراء التي تعبره في الاتجاهين، وكذا طريق أبرق الكبريت الذي يربطها بالخفجي وتتسبب الرمال بقطع الحركة المرورية عليه لعدة أسابيع، وما تعانيه الطرق الزراعية في محافظة الأحساء من مشكلات، وهي أمور تثقل كاهل إدارة الطرق، وتحد من حركتها إذ لايزال المجال مفتوحا لوصول مقاولين غير مؤهلين أو غير قادرين على إنجاز المشروعات. تحدث السويكت عن أكثر من أربعين مشروعا للطرق بين إنشاء وصيانة بتكلفة تزيد على ستة مليارات ريال، من أهمها الطريق الذي يربط الأحساء بسلطنة عمان بطول 560 كم وبتكلفة ملياري ريال، وهذه المشروعات ستكون المحك الحقيقي لقدرة الإدارة العامة للطرق والنقل في المنطقة الشرقية على تنفيذها لمبدأ المتابعة والرقابة؛ للوصول إلى أعلى درجات الجودة في مشروعات الطرق. همسة: الطرق السيئة لا تعرف الوزراء ولا وكلاء الوزارات إذ يتساوى عندها السالكون في مواجهة أخطارها!